للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قال الإمام البخاري: حَدَّثَنَا الحُمَيْدِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى النَّبِيِّ بِالإِسْلَامِ، قَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ».

فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ (١) كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى أَكَلُوا العِظَامَ، حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فَيَرَى بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا مِثْلَ الدُّخَانِ، قَالَ اللَّهُ: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ [الدخان: ١٠]، قَالَ اللَّهُ: ﴿إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ﴾ [الدخان: ١٥]، أَفَيُكْشَفُ عَنْهُمُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ؟ وَقَدْ مَضَى الدُّخَانُ، وَمَضَتِ البَطْشَةُ (٢).


(١) أي: اجتاحته واستأصلته.
(٢) أخرجه البخاري (٤٦٩٣) كما هنا، والحُميدي في «مسنده» (١١٦) عن سُفيان بن عُيينة عن الأعمش، أَوْ أُخْبِرْتُ عَنْهُ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ صُبَيْحٍ - يَعْنِي عَنْ مَسْرُوقٍ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: «إِنَّ قُرَيْشًا لَمَّا أَبْطَئُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» فَأَصَابَتْهُمْ سَنَةٌ حَصَّتْ كُلَّ شَيْءٍ … ».
وخالف الحُميديَّ محمدُ بن كثير في المتن والسند:
أما المتن فقال مرة: «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَيْهِمْ بِسَبْعٍ كَسَبْعِ يُوسُفَ» أخرجه البخاري (٤٧٧٤) وغيره.
وأما السند فعطف على الأعمش منصور بن المعتمر. والبخاري (١٠٢٠) ولفظه: «فدعا عليهم».
وتابع الحُميديَّ على اللفظ الأول قيس بن الربيع- وهو إلى الضعف أقرب - أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير» (٩٠٤٦).
وتابع محمدَ بن كثير سندًا ومتنًا شعبةُ بن الحَجاج، أخرجه البخاري (٤٨٢٤) وغيره.
وتابعه عن الأعمش جماعة بلفظ: «اللهم أَعِنِّي عليهم … » جريرُ بن حازم أخرجه البخاري (٤٨٠٩، ٤٨٢٣) والطيالسي (٢٩١).
١ - وكيع بن الجَرَّاح، أخرجه البخاري (٤٨٢٢) ومسلم (٢٧٩٨) وغيرهما.
٢ - ابن نُمير، أخرجه أحمد (٤١٠٤).
٣ - المُعَلَّى، أخرجه الداني في «السُّنن الواردة» (٥٣٦).
٤ - أبو معاوية، أخرجه البخاري (٤٨٢١) ومسلم (٢٨٠٠) وأحمد (٣٦٠٢) ولفظه: «دَعَا عَلَيْهِمْ بِسِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ».
٥ - وتابعه يحيى بن عيسى- وهو ضعيف - أخرجه الطبري في «تفسيره» (٢٨٦٧٣).
ورواه جماعة عن منصور عن مسلم بن صُبيح:
١ - جرير، أخرجه البخاري (١٠٠٧)، ومسلم (٢٧٩٨).
٢ - مَعْمَر بن راشد، أخرجه عبد الرزاق في «تفسيره» (٢٨٠٣).
٣ - زائدة بن قُدامة، أخرجه البزار (١٩٧٥).
٤ - أسباط بن نصر، علقه البخاري (١٠٢٠) ووصله البيهقي في «السُّنن الكبير» (٣/ ٣٥٢) وفي «دلائل النبوة» (٢/ ٣٢٦).
والخلاصة: انتهى شيخنا معي إلى أن لفظة (اكفنيهم) في هذا الخبر مرجوحة، لكنها ثابتة في قصة غلام أصحاب الأخدود. أخرجه مسلم (٣٠٠٥) بلفظ: «اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ».
فائدة: ورد في قصة الهجرة أن النبي دعا على سُرَاقة بن مالك: «اللَّهُمَّ اكْفِنَاهُ بِمَا شِئْتَ» أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٣٦٦١٢) وغيره. وفي سنده علي بن زيد بن جُدْعان، ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>