ثانيًا: التمس القاضي عياض أن ترك كتابتيهما لقصرهما وشهرتيهما وكثرة دوارانهما) (١).
- قال القاضي عياض في «إكمال المعلم بفوائد مسلم»(٣/ ٢٠١): ما روى من إسقاط المعوذتين من مصحفه على أنه اعتقد أنه لا يلزمه أن يكتب كل ما كان من القرآن، وإنما يكتب منه ما كان له فيه غرض، وكأنَّ المعوذتين لقصرهما وكثرة دورهما فى الصلاة والتعوَّذ بهما عند سائر الناس اشتهرت، فذلك اشتهار يستغنى معه عن إثبات ذلك فى المصحف.
ثالثًا: الأخبار الثابتة في شأن المعوذتين ومنها حديث عقبة في مسلم وقال النووي معلقا عليه: شرح النووي على مسلم ط الفكر (١٥/ ٩٩).
فيه دليل واضح على كونهما من القرآن ورد على من نسب إلى ابن مسعود خلاف هذا.
وأما ما ورد عن ابن حزم في «المحلى»(١/ ١٣): وكل ما روى عن ابن مسعود من أن المعوذتين وأم القرءان لم تكن في مصحفه فكذب موضوع لا يصح وانما صحت عنه قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن ابن مسعود وفيها أم القرءان والمعوذتان. ا هـ. فمحجوج بهذه الأسانيد الثابتة.
(١) قال النووي في «شرحه على مسلم» (١٥/ ١١٢ (: يحتمل ما روى من اسقاط المعوذتين من مصحف ابن مسعود أنه اعتقد أنه لا يلزمه كتب كل القرآن وكتب ما سواهما وتركهما لشهرتهما عنده وعند الناس. والله أعلم.