للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِصَاحِبَيْهِ: «مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا» (١).

ومن دفاع الصحابة دفاع طلحة بن عُبيد الله، أَحَد العَشَرة المبشرين بالجنة، في غزوة أُحُد، في السَّنة الثالثة من الهجرة.

فَعَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ انْهَزَمَ النَّاسُ عَنِ النَّبِيِّ ، وَأَبُو طَلْحَةَ بَيْنَ

يَدَيِ النَّبِيِّ مُجَوِّبٌ بِهِ عَلَيْهِ بِحَجَفَةٍ لَهُ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ رَجُلًا رَامِيًا شَدِيدَ

القِدِّ، يَكْسِرُ يَوْمَئِذٍ قَوْسَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، وَكَانَ الرَّجُلُ يَمُرُّ مَعَهُ الجَعْبَةُ مِنَ النَّبْلِ،

فَيَقُولُ: «انْشُرْهَا لِأَبِي طَلْحَةَ».

فَأَشْرَفَ النَّبِيُّ يَنْظُرُ إِلَى القَوْمِ، فَيَقُولُ أَبُو طَلْحَةَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، لَا تُشْرِفْ يُصِيبُكَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ القَوْمِ، نَحْرِي دُونَ نَحْرِكَ.

وَلَقَدْ رَأَيْتُ عَائِشَةَ بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ، وَإِنَّهُمَا لَمُشَمِّرَتَانِ، أَرَى خَدَمَ سُوقِهِمَا، تُنْقِزَانِ القِرَبَ عَلَى مُتُونِهِمَا، تُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ، ثُمَّ تَرْجِعَانِ، فَتَمْلَآَنِهَا، ثُمَّ تَجِيئَانِ فَتُفْرِغَانِهِ فِي أَفْوَاهِ القَوْمِ. وَلَقَدْ وَقَعَ السَّيْفُ مِنْ يَدَيْ أَبِي طَلْحَةَ إِمَّا مَرَّتَيْنِ وَإِمَّا ثَلَاثًا (٢).

ودفاع سعد بن أبي وقاص في غزوة أُحُد.

فعن عَلِيٍّ قَالَ: مَا سَمِعْتُ النَّبِيَّ جَمَعَ أَبَوَيْهِ لِأَحَدٍ إِلَّا لِسَعْدِ بْنِ

مَالِكٍ، فَإِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ أُحُدٍ: «يَا سَعْدُ، ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي» (٣).


(١) أخرجه مسلم (١٧٩٨) وفيه عطف علي بن زيد على ثابت فليحرر اللفظ.
(٢) أخرجه البخاري (٣٨١١) ومسلم (١٨١٠).
(٣) أخرجه البخاري (٤٠٥٩) ومسلم (٢٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>