للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١/ ٥٣٨)، رقم (٦٢٦): وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَفْصٍ : حَدَّثَنا أَبِي ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ سَالِمٍ الْأَنْصَارِيِّ، قال: حَدَّثَنا أَبُو هُرَيْرَةَ قال: قال أَبُو الْقَاسِمِ : «أَتَى مَلَكُ الْمَوْتِ مُوسَى لِيَقْبِضَ نَفْسَهُ، فَلَطَمَهُ لَطْمَةً، فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ وَهُوَ -تَعَالَى- أَعْلَمُ بِمَا صَنَعَ، قَال: يا رَبِّ، أَتَيْتُ عَبْدًا مِنْ عَبِيدِكَ، لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، فَصَنَعَ هَذَا بِعَيْنِي»

قال: «فَرَدَّ اللَّهُ عَيْنَهُ، وَقال: ائْتِ عَبْدِي، فَخَيِّرْهُ أَنْ يَضْرِبَ بِيَدِهِ عَلَى جِلْدِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ يَدُهُ مِنْ شَعَرٍ، فَهُوَ يَعِيشُ بِهَا سَنَةً، ثُمَّ يَمُوتُ. قَالَ مُوسَى: لَا، بَلِ الْآَنَ يَا رَبِّ إِنْ كَانَ لَا بُدَّ، وَلَكِنْ بِالْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَدُفِنَ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَلَوْ أَنِّي كُنْتُ عِنْدَهُ لَأَرَيْتُكُمْ مَكَانَ قَبْرِهِ».

وحبيب بن سالم مُختلَف فيه، وليس من أصحاب أبي هريرة المشاهير.

وفيه أبو عبد الله بن أبي حفص عن أبيه، تُنْظَر ترجمتهما، فلم يقف عليهما الباحث.

• الطريق الرابع موقوف: أبو يونس، أخرجه أحمد (٨٦١٦)، وفي سنده ابن لَهِيعة، ضعيف، والراوي عنه: حسن بن موسى، وليس من العبادلة.

• والخلاصة: أن الخبر ثابت من طريق مَعْمَر، والاختلافات إنما مرجعها إلى عبد الرزاق، والمتابعات عن أبي هريرة تُؤَيِّدُ وتُعضِّدُ الرَّفْعَ، ونَصَرَهُ الإمامُ أحمدُ وإسحاقُ (١).


(١) «مسائل الكوسج» (٣٢٩٠).
وأفرد الباحث محمد بن محمود بن علي آل مسلم دراسة لهذا الحديث تحت مسمى: «حديث فقأ موسى لعين ملك الموت، دراسة حديثية عَقَدية» أرسلها لي ونافح فيها عن صحة هذا الحديث جزاه الله خيرًا.
وناقش الخبر كذلك؛ تعقيبًا على د. محمد بن ياسين-حَفِظه الله- لما عرضه، وجَنَح شيخنا معه إلى الإعلال بالوقف، ثم توقف مع الباحثين، ثم عَرَضه الباحث محمد بن يحيى البسيوني بعد، فكَتَب شيخنا ما كَتَب.

<<  <  ج: ص:  >  >>