للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَمِعَ صَوْتَكَ فَدَخَلَ أَرِيكَةَ أُمِّي. فَقُلْتُ: اخْرُجْ إِلَيَّ؛ فَقَدْ عَلِمْتُ أَيْنَ أَنْتَ. فَخَرَجَ، فَقُلْتُ: مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنِ اخْتَبَأْتَ مِنِّي؟! قَالَ: أَنَا وَاللهِ أُحَدِّثُكَ، ثُمَّ لَا أَكْذِبُكَ، خَشِيتُ وَاللهِ أَنْ أُحَدِّثَكَ فَأَكْذِبَكَ، وَأَنْ أَعِدَكَ فَأُخْلِفَكَ، وَكُنْتَ صَاحِبَ رَسُولَ اللهِ ، وَكُنْتُ وَاللهِ مُعْسِرًا.

قَالَ: قُلْتُ: آللهِ (١)؟ قَالَ: اللهِ. قُلْتُ: آللهِ؟ قَالَ: اللهِ. قُلْتُ: آللهِ؟ قَالَ: اللهِ.

قَالَ: فَأَتَى بِصَحِيفَتِهِ فَمَحَاهَا بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنْ وَجَدْتَ قَضَاءً فَاقْضِنِي، وَإِلَّا أَنْتَ فِي حِلٍّ.

فَأَشْهَدُ بَصَرُ عَيْنَيَّ هَاتَيْنِ - وَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ - وَسَمْعُ أُذُنَيَّ هَاتَيْنِ، وَوَعَاهُ قَلْبِي هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى مَنَاطِ قَلْبِهِ - رَسُولَ اللهِ وَهُوَ يَقُولُ: «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ، أَظَلَّهُ اللهُ فِي ظِلِّهِ».

• والخلاصة: انتهى الباحث أحمد بن بكري مع شيخنا إلى أن طريق داود بن قيس يُصحَّح على ظاهر إسناده، وأن الإعلال بالمخالفة من حديث أبي هريرة أو من حديث أبي اليَسَر - ليس بالقوي. ولا مانع من أن يَروي زيد بن أسلم أكثر من متن.


(١) همزة استفهام فيها معنى القَسَم، أو الهمزة همزة قَسَم فيها معنى الاستفهام.
ويجوز فيها:
أ - ١ - الإبدال ألفًا: آا لله.
٢ - التسهيل وتُكتب هكذا: أَأْلله
ب - الحذف مع بقاء أثر الهمزة التي هي حرف جر، وإنما قلنا بحذف الهمزة؛ لأنها هي الحرف الدخيل. أفاده العلامة عبد العزيز الفيومي .

<<  <  ج: ص:  >  >>