تقول العرب لا عالم في البلد إلا زيد مع أن فيها علماء غيره وإنما القصد نفي الأكمل لا نفي الأصل وأيضا فنفي تحريم ربا الفضل من حديث أسامة إنما هو بالمفهوم فيقدم عليه حديث أبي سعيد لأن دلالته بالمنطوق ويحمل حديث أسامة على الربا الأكبر كما تقدم والله أعلم.
وقال الطبري: معنى حديث أسامة لا ربا إلا في النسيئة إذا اختلفت أنواع البيع والفضل فيه يدًا بيد ربًا جمعًا بينه وبين حديث أبي سعيد ﵁. ا هـ.
وفي «المبسوط»(١٢/ ١١٢) للسرخسي: وتأويل حديث أسامة بن زيد ﵁ أن النبي ﷺ«سئل عن مبادلة الحنطة بالشعير والذهب بالفضة فقال النبي ﷺ: لا ربا إلا في النسيئة.» فهذا بناء على ما تقدم من السؤال فكأن الراوي سمع قول رسول الله ﷺ، ولم يسمع ما تقدم من السؤال أو لم يشتغل بنقله.
وأما المعنى فنقول: اتفق فقهاء الأمصار ﵏ على أن حكم الربا غير مقصود على الأشياء الستة، وأن فيها معنى يتعدى الحكم بذلك المعنى إلى غيرها من الأموال، إلا داود من المتأخرين وعثمان البتي من المتقدمين.