للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا﴾ [الكهف: ٧٧].

وقال تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [الزخرف: ٣٢]. والشاهد من الآية: ﴿لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا﴾ أي من التسخير فالفقير يعمل عند الغني وكل صاحب حاجة يستأجر ما يقضي حاجته.

• وأما من السنة فمنها:

١ - عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " مَثَلُكُمْ وَمَثَلُ أَهْلِ الكِتَابَيْنِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَأْجَرَ أُجَرَاءَ، فَقَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ غُدْوَةَ إِلَى نِصْفِ النَّهَارِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ اليَهُودُ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنْ نِصْفِ النَّهَارِ إِلَى صَلَاةِ العَصْرِ عَلَى قِيرَاطٍ؟ فَعَمِلَتِ النَّصَارَى، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَعْمَلُ لِي مِنَ العَصْرِ إِلَى أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ عَلَى قِيرَاطَيْنِ؟ فَأَنْتُمْ هُمْ "، فَغَضِبَتِ اليَهُودُ، وَالنَّصَارَى، فَقَالُوا: مَا لَنَا أَكْثَرَ عَمَلًا، وَأَقَلَّ عَطَاءً؟ قَالَ: «هَلْ نَقَصْتُكُمْ مِنْ حَقِّكُمْ؟» قَالُوا: لَا، قَالَ: «فَذَلِكَ، فَضْلِي أُوتِيهِ مَنْ أَشَاءُ» (١).

وفيه فوائد منها قياس مضاعفة الأجر على مضاعفة الثواب.

٢ - عن عَائِشَةَ : " وَاسْتَأْجَرَ النَّبِيُّ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا مِنْ بَنِي الدِّيلِ (٢)،


(١) أخرجه البخاري (٢٢٦٨).
(٢) بكسر الدال قبيلة تنسب إلى الديل بن بكر. «فتح الباري» (٧/ ٢٣٧). وقال أبو العباس القسطلاني في «إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري» (٤/ ١٢٨): قوله: (من بني الديل) بكسر الدال المهملة وسكون التحتية هو عبد الله بن أريقط.

<<  <  ج: ص:  >  >>