للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: ٣٦].

• وأما من السنة ف:

١ - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: " ضَحَّى النَّبِيُّ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ (١) أَقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا" (٢).

٢ - وفي سنها عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «لَا تَذْبَحُوا إِلَّا مُسِنَّةً، إِلَّا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ» (٣).


(١) الأملح الذي فيه بياض وسواد وبياضه أغلب.
(٢) أخرجه البخاري (٥٥٦٥) ومسلم (١٩٦٦).
(٣) أخرجه مسلم (١٩٦٣) رواه عن أبي الزبير عن جابر ثلاثة:
أ-زهير بن معاوية أخرجه مسلم وأحمد (١٩٦٣)، وابن ماجه (٣١٤١) وغيرهما.
ب-سليمان الأعمش لكن بلفظ: " إِذَا عَزَّ عَلَيْكَ المَسَانُّ مِنَ الضَّأْنِ أَجْزَأَ الجَذَعُ مِنَ الضَّأْنِ".
أخرجه أبو يعلى (٢٣٢٣) من طريق محمد بن عثمان القرشي عن سليمان به. وهذا اللفظ له تأثير في الحكم فهو لا يفيد وجوبًا في السن.
ت-ابن جريج أخرجه عبد الرزاق ومسلم (١٩٦٤) وأحمد من طريق ابن جريج أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: " صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ يَوْمَ النَّحْرِ بِالْمَدِينَةِ، فَتَقَدَّمَ رِجَالٌ فَنَحَرُوا، وَظَنُّوا أَنَّ النَّبِيَّ قَدْ نَحَرَ، «فَأَمَرَ النَّبِيُّ مَنْ كَانَ نَحَرَ قَبْلَهُ أَنْ يُعِيدَ بِنَحْرٍ آخَرَ، وَلَا يَنْحَرُوا حَتَّى يَنْحَرَ النَّبِيُّ ».
والخلاصة: أن الأصح والأقوى لدي رواية ابن جريج عن أبي الزبير ليس فيها السن.
ويرد على رواية زهير بن معاوية أمران:
١ - زهير روى عن أبي الزبير حديث سورة الملك فلما سأله زهير: «أسمعت جابرًا يذكر، أن نبي الله كان لا ينام، حتى يقرأ: ﴿الم. تنزيل﴾، و ﴿تبارك﴾؟».
قال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثني صفوان، أو ابن صفوان.
٢ - حديث جابر : "من لم يجد نعلين فليلبس خفين، ومن لم يجد إزارًا فليلبس سراويل".
قال الإمام أحمد في «الجامع لعلومه» (١٤/ ٤٤٦): ليس نجد أحدًا يرفع غير زهير يعني في المحرم إذا لم يجد نعلين. وكان زهير من معادن العلم.
ثانيًا: أعل الخبر بعنعنة أبي الزبير ابن حزم في «المحلى» (٧/ ٣٦٣)، والعلامة الألباني في «السلسلة الضعيفة» رقم (٦٥) رحمهما الله.
ثالثًا: الاختلاف في تحديد سليمان وقد قيل هو الأعمش والاختلاف في تمييز مُحَمَّد بْن عُثْمَانَ القُرَشِيّ فهنا لك خمسة أشخاص:
١ - محمد بن عثمان بن خالد القرشى الأموى، أبو مروان العثمانى وثقه أبو حاتم وقال صالح بن محمد الأسدى: ثقة، صدوق، إلا أنه يروى عن أبيه المناكير. وقال فيه البخاري: صدوق. من الطبقة العاشرة (ت/ ٢٤١) وإن حملنا سليمان على الأعمش فيبعد أن يكون هذا لأن الأعمش (ت/ ١٤٧ - ١٤٨) فبين وفاتيهما (٩٤ - ٩٥).
٢ - محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب القرشى التيمى مولاهم، و يقال هو عمرو ثقة من الطبقة السادسة. وسليمان الأعمش من الطبقة الخامسة فيحتمل أنه هو.
٣ - محمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع القرشى المخزومى المدنى وثقه الإمام أحمد من السادسة.
٤ - محمد بن عثمان بن سيار، و يقال ابن سنان، القرشى مجهول قاله الدارقطني ونص ابن حجر أنه من الطبقة الثامنة. ضعف العلامة الألباني هذا الطريق لجهالة محمد بن عثمان.
٥ - محمد بن عثمان بن صفوان بن أمية بن خلف القرشى الجمحى المكى ليس بقوي قاله الدارقطني وقال ابن حجر: من الثامنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>