للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذان إسنادان صحيحان.

وقد روى نحوهما عن سعيد بن المسيب عن عمر أخرجه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (٢٣٨٧٨) والخلاف في رواية سعيد من عمر سبق وثمة طرق أخرى ضعيفة.

• الخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث أبي سهل الربعي إلى صحته وأن الأثر مفيد في باب القياس الدواء الذي به نسبة كحل كخمسة في المائة.

وقال الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٤/ ٢١٩):

كَانَ مَا فَعَلَهُ فِي هَذَا دَلِيلًا أَنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ بِقَوْلِهِ ذَلِكَ عِنْدَهُ، مِنَ النَّبِيذِ الشَّدِيدِ، هُوَ السُّكْرُ مِنْهُ لَا غَيْرُ فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ قَوْلًا، أَوْ رَآهُ رَأْيًا. فَإِنَّ مَا يَكُونُ مِنْهُ فِي ذَلِكَ يَكُونُ رَآهُ رَأْيًا، فَرَأْيُهُ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا حُجَّةٌ، وَلَا سِيَّمَا إِذْ كَانَ فِعْلُهُ الْمَذْكُورُ فِي الْآثَارِ الَّتِي رَوَيْنَاهَا عَنْهُ بِحَضْرَةِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ فَلَمْ يُنْكِرْهُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ مُنْكِرٌ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى مُتَابَعَتِهِمْ إِيَّاهُ عَلَيْهِ (١).

• تنبيه: هناك أثر يفيد أن النبيذ الذي شربه عمر قد خلل أخرجه النسائي في «سننه» برقم (٥٧٠٧):

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَلِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُحَادَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ عُتْبَةَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: " كَانَ النَّبِيذُ الَّذِي يَشْرَبُهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَدْ خُلِّلَ".


(١) ورد ابن حزم على الطحاوي في «المحلى» فجدد به عهدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>