مثال ذلك في (عسى): قول العرب: (عَسَى الغُوَيْر أبؤسًا) ف (أَبْؤُسًا) خبر (عسى) وهو مصدرٌ جُمِع لاختلاف أنواعه، وكأنه قال: عسى الغُوَيْر أن يُبْئِسَ. فوَضَع بؤس موضعه، ثم جَمَعه.
وهذا رأي الفارسي في هذا المَثَل. ومنهم مَنْ ذهب إلى أن (أَبْؤُسًا) هنا بمنزلة ما أنشده الفارسي وغيره:
أَكْثَرْتَ في العَذْل مُلِحًّا دائمًا … لا تُكْثَرِنْ، إني عسيتُ صائمًا
فقد وقع هنا الخبر اسم فاعل، فكذلك (أَبْؤُسًا) على هذا الرأي، أي: ذا أَبْؤُس.
وفي «المحيط في اللغة»(١/ ٤١٨) و «جمهرة اللغة»(٢/ ٧٨٣): ومن أمثالهم: (عسى الغُوَيْر أَبْؤُسًا) قال أبو بكر: المَثَل للزَّبَّاء، ومعناه: عسى أن يجيء من الغَوْيَر ما أَكره.
• كتبت هذه الفائدة بناء على طَلَب شيخنا -حفظه الله -مني.