للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطور» فظَنَّ بعض الرواة أن هذه الصعقة هي صعقة النفخة، وأن موسى داخل فيمن استثنى منها، وهذا لا يلتئم على مساق الحديث قطعًا؛ فإن الإفاقة حينئذٍ هي إفاقة البعث، فكيف يقول: «لا أدري أبُعث قبلي أم جوزي بصعقةالطور»؟ فتأمله، وهذا بخلاف الصعقة التي يصعقها الخلائق يوم القيامة، إذا جاء الله سبحانه لفصل القضاء بين العباد وتجلى لهم فإنهم يصعقون جميعًا، وأما موسى فإن كان لم يصعق معهم، فيكون قد حوسب بصعقته يوم تجلى ربه للجبل فجعله دكًّا فجعلت صعقة هذا التجلي عوضًا من صعقة الخلائق لتجلي الرب يوم القيامة.

فتَأَمَّلْ هذا المعنى العظيم، ولو لم يكن في الجواب إلا كشف هذا الحديث وشأنه، لكان حقيقًا أن يعض عليه بالنواجذ، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق.

وانظر كلام ابن كثير في «تفسيره» (٢/ ٣٠٠): ( … الظاهر أن هذا الصعق يكون في عرصات القيامة … ).

<<  <  ج: ص:  >  >>