للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

، أَنَّهُ صَلَّى الظُّهْرَ، ثُمَّ قَعَدَ فِي حَوَائِجِ النَّاسِ، فِي رَحَبَةِ الكُوفَةِ، حَتَّى حَضَرَتْ صَلَاةُ العَصْرِ، ثُمَّ أُتِيَ بِمَاءٍ فَشَرِبَ وَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ (١)، ثُمَّ قَامَ فَشَرِبَ فَضْلَهُ وَهُوَ قَائِمٌ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ نَاسًا يَكْرَهُونَ الشُّرْبَ قَائِمًا، وَإِنَّ النَّبِيَّ صَنَعَ مِثْلَ مَا صَنَعْتُ.

وخالف آدمَ الجماعةُ- غُندر وبَهْز بن أسد ووهب بن جرير والطيالسي وعفان ووكيع وغيرهم- فقالوا: (مسح على رأسه ورجليه) بدلًا من (وَذَكَرَ رَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ) ولعل هذا من تصرف البخاري؛ لأن البيهقي في «السُّنن الكبير» (٣٥٥) رواه من طريق آدم كرواية الجماعة هؤلاء.


(١) قال ابن حجر في «فتح الباري» (١٠/ ٨٢):
قوله: (فشَرِبَ وغَسَل وجهه ويديه، وذَكَر رأسه ورجليه) كذا هنا، وفي رواية بَهْز: (فأَخَذ منه كفًّا فمَسَح وجهه وذراعيه ورأسه ورجليه) وكذلك عند الطيالسي: (فغَسَل وجهه ويديه ومَسَح على رأسه ورجليه) ومثله في رواية عمرو بن مرزوق عند الإسماعيلي. ويؤخذ منه أنه في الأصل ومَسَح على رأسه ورجليه، وأن آدم تَوقَّف في سياقه فعَبَّر بقوله: (وذَكَر رأسه ورجليه).
ووقع في رواية الأعمش: (فغَسَل يديه ومضمض واستنشق، ومَسَح بوجهه وذراعيه ورأسه) وفي رواية علي بن الجعد عن شعبة عند الإسماعيلي: (فمَسَح بوجهه ورأسه ورجليه).
ومن رواية أبي الوليد عن شعبة ذكر الغَسل والتثليث في الجميع، وهي شاذة مُخالِفة لرواية أكثر أصحاب شعبة، والظاهر أن الوهم فيها من الراوي عنه، أحمد بن إبراهيم الواسطي، شيخ الإسماعيلي فيها، فقد ضَعَّفه الدارقطني.

<<  <  ج: ص:  >  >>