وتَكلَّم ابن عيينة فقال: لا يُعتمَد على حديثه. وتارة قال: كان في حفظه شيء. وقال ابن سعد: كان كثير الحديث، ولا يُحتج به ويُستضعف.
وقال يحيى بن سعيد: في نفسي منه شيء. وقال مرة: ما كان كذوبًا. وقال مرة: مُجالِد أَحَبُّ إليَّ منه.
وسُئل جعفر بن محمد مرة: أسَمِعتَ هذه الأحاديث من أبيك؟ قال: نعم. وتارة قال: إنما وجدتُها في كتبه.
وجَمَع الحافظ ابن حجر بين ذلك قائلًا: يحتمل أن يكون السؤالان وقعا في أحاديث مختلفة، فذَكَر فيما سمعه أنه سمعه، وفيما لم يسمعه أنه وجده، وهذا يدل على تثبته.
والخلاصة: انتهى شيخنا مع الباحث أبي حمزة السويسي، بتاريخ (٢٩) رجب (١٤٤٤ هـ) الموافق (٢٠/ ٢/ ٢٠٢٣ م) إلى أن أقل تقدير أن جعفر بن محمد الصادق يُحسَّن حديثه، ولو رُدت أخباره لرددنا أحاديث كثيرة في «صحيح مسلم» منها حديث حجة النبي ﷺ.
واشتدتِ الشيعة على البخاري من أجل أنه لم يُخْرِج له، وأَخْرَج لعمران بن حِطان وفُليح بن سليمان وغيرهما ممن هم دونه.
وأما والد جعفر بن محمد، فأَخْرَج له الستة، ومن الأحاديث التي أخرجها البخاري له رقم (٤٢١٩) حديث: «نهى عن لحوم الحُمُر ورَخَّص في الخيل».