للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَحِقَنِي رَكْبٌ مِنْ خَلْفِي فَتَخَوَّفْتُ أَنْ يَلْحَقُوا بِرَسُولِ اللَّهِ ، فَيَحُولُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُ قَبْلَ أَنْ أَقْضِيَ حَدِيثِي مِنْهُ. قَالَ: فَنَفَرْتُ- أَوْ: فَنَهَرْتُ- رَاحِلَتِي فَلَحِقْتُ بِهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَوْلُكَ: «إِنْ شِئْتَ نَبَّأْتُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ بِكَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ» قال: فَأَوْمَأَ إِلَى لِسَانِهِ، فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا بْنَ جَبَلٍ، وَهَلْ يَكُبُّ الرِّجَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟» زَادَ عُثْمَانُ: وَهَلْ يَقُولُ شَيْئًا إِلَّا هُوَ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ.

وعلة هذا السند الانقطاع بين ميمون ومعاذ، وقال عمرو بن علي كما في «التهذيب»: ولم أخبر أن أحدًا يَزعم أنه سمع من أصحاب النبي .

وللخبر طريق ثالث عند البزار (٢٦٤٣) من طريق أبي عمرو الشيباني عن معاذ، ويَحتاج إلى مزيد تحرير.

والخلاصة: أن طرق هذا الخبر فيها ضعف، وأَحْسَنُها ما قاله الدارقطني وصححه الترمذي. وانتهى شيخنا مع الباحث أبي حمزة السويسي، بتاريخ (٢٨) شوال (١٤٤٤ هـ) الموافق (١٨/ ٥/ ٢٠٢٣ م) إلى أنه يصح لشواهده (١).


(١) بل لطرقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>