للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، يَقُولُ: إِنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ» (١).

وتابع عمرو بن الحارث ابن لهيعة أخرجه أحمد (٦٥٨١).

الخلاصة: أن الخبرين صحيحان وسلك العلماء مسلك الجمع مع ضيق المخرج وإليك أقوالهم:

قال أبو العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي في «المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (١/ ٢٢٣): قوله: (أي المسلمين خير؟ فقال: من سلم المسلمون من لسانه ويده) هذا السؤال غير السؤال الأول وإن اتحد لفظهما؛ بدليل افتراق الجواب، وكأنه فهم عن هذا السائل أنه إنما سأل عن أحق المسلمين باسم الخيرية وبالأفضلية، وفهم عن الأول أنه سأل عن أحق خصال الإسلام بالأفضلية، فأجاب كلا منهما بما يليق بسؤاله، والله تعالى أعلم، وهذا أولى من أن تقول: الخبران واحد، وإنما بعض الرواة تسامح؛ لأن هذا التقدير يرفع الثقة بأخبار الأئمة الحفاظ العدول، مع وجود مندوحة عن ذلك.

وقال ابن حجر في «فتح الباري» (١/ ٥٦): أخرج مسلم من طريق عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب بهذا الإسناد نظير هذا السؤال لكن جعل


(١) وهذا الخبر مثال لما دخل حديث في حديث على الإمام الدارقطني قاله أبو مسعود الدمشقي في «الجواب عن غلط مسلم» (ص: ٩٣) فانظر تفصيله هنا لك.

<<  <  ج: ص:  >  >>