رواية شعبة وهمام بن يحيى دون ذكر الاستسعاء، ورجحه الدارقطني في «التتبع»(٢٥) و «العلل»(٢٠٣١) ونقل عن النيسابوري في «السنن»: وما أحسن ما رواه همام ضبطه وفَصَل بين قول النبي وقول قتادة. ودَفَع هذا ابن حجر بأن همامًا هو الذي خالف الجماعة ففصل.
وقال الحاكم: حديث العتق ثابت صحيح، وذِكر الاستسعاء فيه من قول قتادة، وقد وَهِمَ مَنْ أدرجه من كلام رسول الله ﷺ.
وقال ابن عبد البر: الذين لم يَذكروا السعاية أثبت ممن ذكروها. ودَفَعه ابن حجر بتعدد المجلس، وسعيدُ بن أبي عَروبة لم ينفرد عن قتادة بل هو مُتابَع (جرير بن حازم)، كما عند البخاري (٢٥٢٦).
الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث محمد بن باسم، بتاريخ (٢) ربيع (١٤٤٤ هـ) الموافق (٢٨/ ٩/ ٢٠٢٢ م): ذِكر الاستسعاء فيه نظر، وأَورِد أقوال أهل العلم في ذلك.
وسأل محمدُ بن السيد الفيومي شيخنا عقب النقاش: هل المستسعي العبد أو السيد؟ فقال شيخنا: المستسعي السيد، ولفظة (العبد) لا تَثبت.
تنبيه: استَدل بعض العلماء (منهم ابن القطان والأصيلي) على ضعف الاستسعاء؛ لكونها لم تَرِد في حديث ابن عمر، لكنها موجودة وناقشها الإمام مسلم في «التمييز»(ص/ ١٤٣) فقال: .. والدليل على خطئه اتفاق الحُفاظ من أصحاب نافع على ذكرهم في الحديث المعنى الذي هو ضد السعاية، وخلاف الحُفاظ المتقنين لحفظهم يُبيِّن ضعف الحديث من غيره.