للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمرو بن الحارث وابن لَهيعة يرويان عن ابن أبي حبيب فيقولان: عن سنان بن سعد عن أنس.

وهذه الأحاديث ومتونها وأسانيدها والاختلاف فيها يَحمل بعضها بعضًا، وليس هذه الأحاديث مما يجب أن تُترَك أصلًا، كما ذكره ابن حنبل أنه تَرَك هذه الأحاديث للاختلاف الذي فيه من سعد بن سنان وسنان بن سعد؛ لأن في الأحاديث وفي أسانيدها ما هو أكثر اضطرابًا مما في هذه الأسانيد، ولم يتركه أحد أصلًا، بل أدخلوه في مسندهم وتصانيفهم.

قال الإمام أحمد كما في «الكامل» (٤/ ٣٩٢): سعد بن سنان، ويقال: سنان بن سعد، تركتُ حديثه، حديث مضطرب. وسمعتُه يقول: يُشبِه حديثه حديث الحسن، ولا يُشبِه أحاديث أنس.

والخلاصة: قال شيخنا للباحث أحمد بن محمد عبد العاطي العيسوي القاضي الرفاعي (١)، بتاريخ (١٢) من المحرم (١٤٤٥ هـ) الموافق (٣٠/ ٧/ ٢٠٢٣ م): اكتب سنده ضعيف، والمعنى حسن.

تنبيه: ومما يدل على معناه حديث أبي مسعودٍ البَدْرِيّ : كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي بِالسَّوْطِ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ خَلْفِي: «اعْلَمْ أَبَا مَسْعُودٍ» فَلَمْ أَفْهَمِ


(١) ورد خبر عند أبي داود رقم (٣٠٦٨) وفيه: أَنَّ النَّبِيَّ نَزَلَ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ تَحْتَ دَوْمَةٍ، فَأَقَامَ ثَلَاثًا، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى تَبُوكَ، وَإِنَّ جُهَيْنَةَ لَحِقُوهُ بِالرَّحْبَةِ، فَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ أَهْلُ ذِي الْمَرْوَةِ؟» فَقَالُوا: بَنُو رِفَاعَةَ مِنْ جُهَيْنَةَ. فَقَالَ: «قَدْ أَقْطَعْتُهَا لِبَنِي رِفَاعَةَ» فَاقْتَسَمُوهَا، فَمِنْهُمْ مَنْ بَاعَ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَمْسَكَ فَعَمِلَ.
فيَستدل به الباحث على نسبته وأن رفاعة بطن من بطون جُهينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>