للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«فَرَكِبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ» (١) قَالَ: «فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ (٢) الَّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ» (٣)، قَالَ: «ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجْتُ فَجَاءَنِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَاخْتَرْتُ اللَّبَنَ (٤)، فَقَالَ جِبْرِيلُ : اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ (٥)، قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ، فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ.

ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ ، فَقِيلَ: مَنَ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ بُعِثَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ عِيسَى بْنِ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا، صَلَوَاتُ اللهِ


(١) وفي رواية لمسلم: «مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي قَبْرِهِ».
(٢) «بالحَلْقة» بسكون اللام لا بفتحها كما هو شائع، ومِن ثَم قيل: «لا تَفتح الحَلْقة واكسر الخِزام» والجمع: حَلَقات وحِلَق.
(٣) فيه الاحتياط والأخذ بالأسباب.
(٤) وفي حديث مالك بن صعصعة عند البخاري (٣٨٨٧): «ثُمَّ رُفِعَ لِي الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، ثُمَّ أُتِيتُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، وَإِنَاءٍ مِنْ عَسَلٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ».
وحَمَل الحافظ ابن حجر تعدد الآنية على أن بعض الرواة ذَكَر ما لم يَذكره الآخَر، وجَمَع بين مكاني عرض الآنية على التعدد أو (ثم) بمعنى الواو على غير بابها. انظر: «فتح الباري» (٧/ ٢٥٦).
(٥) ينبغي لمن يَستأذن أن يقول: (أنا فلان) ولا يقتصر على أن يقول: (أنا).

<<  <  ج: ص:  >  >>