الله ﷺ، ولكن الله أسرى برُوحه. فضعيف لجهالة مَنْ حَدَّث ابنَ إسحاق.
وكذلك: وحدثني يعقوب بن عُتبة بن المغيرة بن الأخنس، أن معاوية بن أبي سفيان كان إذا سُئل عن مَسْرَى رسول الله ﷺ قال: كانت رؤيا من الله تعالى صادقة. وهذا منقطع؛ لِما بين معاوية ويعقوب من الزمن.
وقال ابن كثير في «البداية والنهاية»(٤/ ٢٨١): مذهب جمهور السلف والخلف، من أن الإسراء كان ببدنه ورُوحه صلوات الله وسلامه عليه، كما دل على ذلك ظاهر السياقات من ركوبه وصعوده في المعراج، وغير ذلك؛ ولهذا قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ [الإسراء: ١] والتسبيح إنما يكون عند الآيات العظيمة الخارقة، فدل على أنه بالرُّوح والجسد، والعبد عبارة عنهما. وأيضًا: فلو كان منامًا لما بادر كفار قريش إلى التكذيب به والاستبعاد له؛ إذ ليس في ذلك كبير أمر، فدل على أنه أخبرهم بأنه أُسري به يقظة لا منامًا.