للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ت - شُكْر الله على هذه الهبات، قال تعالى عن نبي الله إبراهيم : ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ [إبراهيم: ٣٩].

ث - لا تنشغل بالهبة عن الوهاب ﷿، وإن ابتُليتَ فيها فاصبر؛ فأَمْر المؤمن كله له خير (١).

• تنبيه: الفارق بين الرازق الرزاق (٢) والوهاب (٣)

يتفقان في أمرين:

١ - كلاهما عطاء وفضل من الله.

٢ - كلاهما يقعان من الخالق والمخلوق ﴿قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [الجمعة: ١١] وللهبة من البشر لبعضهم باب في الفقه.

ويفترقان في كون الرزق في حق الله عامًّا، والهبة أخص لكونها وردت في أمور عظيمة لا يستطيعها البشر (٤) كالهداية والإمامة والذرية والعطاء العظيم:


(١) وانظر غير مأمور: «الجامع في الهبات» لأخينا عبده بن غانم، بتقديم شيخنا حفظهما الله.
(٢) في «بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز» (٣/ ٦٧): (الرازق) يقال لخالق الرِّزق ومعطيه والمُسبِّب له، وهو الله تعالى، ويقال للإِنسان الذى يصير سببًا في وصول الرّزق. و (الرزاق) لا يقال إلا لله تعالى.
(٣) في «لسان العرب» (١/ ٨٠٣): وَهَبَ: فِي أَسماءِ اللَّهِ تَعَالَى: الوَهَّابُ. الهِبةُ: العَطِيَّة الخاليةُ عَنِ الأَعْوَاضِ وَالأَغْرَاضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّيَ صَاحِبُهَا وَهَّابًا، وَهُوَ مِنْ أَبْنِيَةِ المُبَالَغَةِ.
(٤) شيخنا حفظه الله عنده تَحفُّظ على هذه الجملة السابقة. «لا يستطيعها البشر».

<<  <  ج: ص:  >  >>