قلت (أي: الخطيب البغدادي): روى الكوفيون أحاديث عبد الرحمن بن يزيد بن تميم عند عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، ووَهِموا في ذلك؛ فالحَمْل عليهم في تلك الأحاديث، ولم يكن [غير] ابن تميم الذي إليه أشار عمرو بن علي، وأما ابن جابر فليس في حديثه منكر. والله أعلم.
وقال البخاري في «الضعفاء الصغير»(ص: ٨٥): عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السُّلَمي: يُعَدّ في الشاميين، عن مكحول - مُرسَل، روى عنه الوليد بن مسلم، عنده مناكير، روى عنه أهل الكوفة: أبو أسامة وحسين الجُعْفي، فقالوا: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. قال أحمد بن حنبل: أُخبِرتُ عن مَرْوان، عن الوليد بن مسلم، أنه قال: لا تَرْوِ عنه فإنه كذاب.
وقال أبو حاتم كما في «العلل»(٢/ ٥٢٧): عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: لا أعلم أحدًا من أهل العراق يُحَدِّث عنه.
والذي عندي: أن الذي يَرْوِي عنه أبو أسامة وحسينٌ الجُعْفي واحد، وهو عبد الرحمن بن يزيد بن تميم.
لأن أبا أسامة روى عن عبد الرحمن بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أُمَامَة - خمسةَ أحاديث - أو: ستة أحاديث - مُنكَرة، لا يَحتمل أن يُحَدِّث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر مِثله، ولا أعلم أحدًا من أهل الشام روى عن ابن جابر من هذه الأحاديثِ شيئًا.
وأما حسينٌ الجُعْفي، فإنه رَوَى عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث، عن أوس بن أوس، عن النبي ﷺ في يوم الجُمُعة - أنه قال: