للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• قال النووي في «المجموع» (٧/ ٢٠٢) في نقل اختلاف العلماء:

قد ذكرنا أن الأصح أن يُحْرِم من الميقات، وبه قال عطاء والحسن البصري ومالك وأحمد وإسحاق. ورُوي عن عمر بن الخطاب، حكاه ابن المنذر عنهم كلهم.

ورَجَّح آخرون (دُويرة أهله) وهو المشهور عن عمر وعلي، وبه قال أبو حنيفة، وحكاه ابن المنذر عن علقمة والأسود وعبد الرحمن وأبى إسحاق، يعني السَّبيعي. ودليل الجميع سبق بيانه، قال ابن المنذر: وثبت أن ابن عمر أَهَلَّ مِنْ إيليا، وهو بيت المقدس.

• وقال النووي في «شرح مسلم» (٤/ ٣٥٠):

الْإِحْرَامَ مِنَ الْمِيقَاتِ أَفْضَلُ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِهِ؛ لِأَنَّهُ تَرَكَ الْإِحْرَامَ مِنْ مَسْجِدِهِ، مَعَ كَمَالِ شَرَفِهِ.

فَإِنْ قِيلَ: إِنَّمَا أَحْرَمَ مِنَ الْمِيقَاتِ لِبَيَانِ الْجَوَازِ.

قُلْنَا: هَذَا غَلَطٌ لِوَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنَّ الْبَيَانَ قَدْ حَصَلَ بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ فِي بَيَانِ الْمَوَاقِيتِ.

وَالثَّانِي: أَنَّ فِعْلِ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّمَا يُحْمَلُ عَلَى بَيَانِ الْجَوَازِ فِي شَيْءٍ يَتَكَرَّرُ فِعْلُهُ كَثِيرًا، فَيَفْعَلُهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّاتٍ، عَلَى الْوَجْهِ الْجَائِزِ لِبَيَانِ الْجَوَازِ، وَيُوَاظِبُ غَالِبًا عَلَى فِعْلِهِ عَلَى أَكْمَلِ وُجُوهِهِ، وَذَلِكَ كَالْوُضُوءِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا، كُلُّهُ ثَابِتٌ، وَالْكَثِيرُ أَنَّهُ تَوَضَّأَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا. وَأَمَّا الْإِحْرَامُ بِالْحَجِّ فَلَمْ يَتَكَرَّرْ، وَإِنَّمَا جَرَى مِنْهُ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَلَا يَفْعَلُهُ إِلَّا عَلَى أَكْمَلِ وُجُوهِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>