للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غَيْرُهُ، وَكَانَ أَبْيَضَ كَالْمَهَا (١)، فَلَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ دَنَسِ الْجَاهِلِيَّةِ، مَا مَسَّهُ مِنْ ذِي عَاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ».

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: الْحَجَرُ مِنْ حِجَارَةِ الْجَنَّةِ، وَلَوْلَا مَا مَسَّهُ مِنْ أَنْجَاسِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ، مَا مَسَّهُ مِنْ ذِي عَاهَةٍ إِلَّا بَرَأَ (٢).

الراوي الثالث: طاوس بن كَيسان:

رَوَاهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْلَا مَا طَبَعَ اللَّهُ مِنَ الرُّكْنِ مِنْ أَنْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَرْجَاسِهَا، وَأَيْدِي الظَّلَمَةِ وَالْأَثَمَةِ، لَاسْتُشْفَيَ بِهِ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ، وَلَا أَلْقَاهُ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَهُ اللَّهُ ﷿» (٣).


(١) المها: البقر الوحشي والسحاب الأبيض وفي المثل: عيون المها.
(٢) ضعيف: مداره على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وهو ضعيف وبخاصة في عطاء، وقد اختلف عليه:
فرواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» (١٤٧٣) عن وكيع عن ابن أبي ليلي، به موقوفًا.
وخالفه عمران بن أبي ليلى - وهو ضعيف - فرفعه، أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٦٧٣) وقال: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ إِلَّا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، تَفَرَّدَ بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ.
(٣) ضعيف ومتنه منكر: أخرجه أبو محمد الفاكهي في «فوائده» رقم (٢١٣) والعُقيلي في «الضعفاء الكبير» (١/ ٢٥٥) من طريق حفص بن عمر العَدَني - وهو ضعيف - عن الحَكَم بن أبان العَدَني، به.
ثم قال العُقيلي: لَا يُتَابَعُ عَلَيْهِ إِلَّا بِإِسْنَادٍ فِيهِ لِينٌ.
وتابع حفصًا إدريسُ ابن بنت مُنَبِّه، وهو ضعيف. أخرجه العُقيلي أيضًا (٢/ ٦٦).
وتابعهما عثمان بن ساج، أخرجه الأزرقي في «أخبار مكة» (١/ ٣٢٢)، والفاكهي في «أخبار مكة» (١/ ٨١): عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ لِعَائِشَةَ، وَهِيَ تَطُوفُ مَعَهُ بِالْكَعْبَةِ حِينَ اسْتَلَمَ الرُّكْنَ: «لَوْلَا مَا طُبِعَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَا عَائِشَةُ مِنْ أَرْجَاسِ الْجَاهِلِيَّةِ وَأَنْجَاسِهَا، إِذًا لَاسْتُشْفِيَ بِهِ مِنْ كُلِّ عَاهَةٍ، وَإِذًا لَأُلْفِيَ الْيَوْمَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ أَنْزَلَهُ اللَّهُ ?، وَلَيُعِيدَنَّهُ إِلَى مَا خَلَقَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَإِنَّهُ لَيَاقُوتَةٌ بَيْضَاءُ مِنْ يَوَاقِيتِ الْجَنَّةِ، وَلَكِنَّ اللَّهَ غَيَّرَهُ بِمَعْصِيَةِ الْعَاصِينَ، وَسَتَرَ زِينَتَهُ عَنِ الظَّلَمَةِ وَالْأَثَمَةِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى شَيْءٍ كَانَ بَدْؤُهُ مِنَ الْجَنَّةِ».
و (عثمان بن ساج) إن كان عثمان بن عمرو، فقد قال فيه أبو حاتم: يُكتَب حديثه ولا يُحتجّ به. وإن كان عثمان بن ساج كما أكثر عنه الفاكهي، فقد ذَكَر له العُقيلي عن خُصَيْف حديثين، وقال: لا يُتابَع عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>