ب - أبو نُعيم الفضل بن دُكين، أخرجه ابن خُزيمة في «صحيحه» (٢٨٤٠) وابن بطة في «الإبانة» (١٧٧) واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» (٧٥٨) لكن الأخير بلفظ: «قاصدين من كل فج». ومرزوق مولى طلحة وثقه أبو زُرْعَة، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال: يخطئ. وقال ابن خُزيمة عقبه: أبرأ إلى الله من عهدة مرزوق. ٣ - أيوب السَّختياني واختُلف عليه: فرواه عنه عاصم بن هلال كروايتهما، لكن دون وجه الشاهد. أخرجه الإسماعيلي في «معجمه» (٣٢٦) وعاصم بن هلال ليس به بأس، لكن قال فيه أبو زُرْعَة: حَدَّث عن أيوب بأحاديث مناكير. وقال ابن عَدِي: عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات. وخالفه مَعْمَر فقال: عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي بَزَّةَ، ذَكَرَهُ - قَالَ: لَا أَدْرِي أَرَفَعَهُ أَمْ لَا - قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي، أَتَوْنِي شُعْثًا، غُبْرًا، ضَاحِينَ، فَلَا يُرَى أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنْ يَوْمِئِذٍ، وَلَا يُغْفَرُ فِيهِ لِمُخْتَالٍ» أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (٨٨١٣). والخلاصة: أن النفس لا تطمئن إلى محمد بن مَرْوان ولا لمرزوق أبي بكر؛ لأمرين: لكلام ابن خُزيمة عقب رواية مرزوق. ولإرسال القاسم بن أبي بَزَّة، وتشكك أيوب في رفعه ووقفه، ولأن الخبر ورد من حديث أبي هريرة وابن عمرو ﵂. أما حديث أبي هريرة ﵁، فأخرجه أحمد (٨٠٤٧) وابن خُزيمة (٢٨٣٩) وابن حِبان (٣٨٥٢)، وغيرهم، من طرق، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَبِي الْحَجَّاجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ ﷿ يُبَاهِي الْمَلَائِكَةَ بِأَهْلِ عَرَفَاتٍ، يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي شُعْثًا غُبْرًا». وإسناده حسن. وصَحَّح إسناده الحاكم. وقال أبو نُعيم في «حلية الأولياء وطبقات الأصفياء» (٣/ ٣٠٦): هذا حديث صحيح من حديث سعيد بن المسيب عن عائشة، غريب من حديث مجاهد عن أبي هريرة، ولا أعلم له راويًا إلا يونس بن أبي إسحاق. وأما حديث ابن عمر ﵄، فأخرجه أحمد (٧٠٨٩) أيضًا، والطبراني في «المعجم الأوسط» (٨٢١٨): حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى - يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ - عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَابَاهُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ ﷿ يُبَاهِي مَلَائِكَتَهُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ بِأَهْلِ عَرَفَةَ، فَيَقُولُ: «انْظُرُوا إِلَى عِبَادِي أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا». وعبد الله بن باباه سَمِع ابن عمرو، ووثقه النَّسَائي والعِجلي وابن المديني. وقال أبو حاتم: صالح. وباقي رجاله ثقات إلا أزهر بن القاسم، فمُختلَف فيه: فقد وثقه أحمد والنَّسَائي، و فيه قال أبو حاتم: شيخ يُكتَب حديثه، ولا يُحتجّ به. وذَكَره أبو حاتم بن حِبان في كتاب «الثقات» وقال: كان يخطئ. وقال الطبراني: تفرد به أزهر. فائدة: ضَعَّف العَلَّامة الألباني في «الضعيفة» (٦٧٩) حديث جابر ﵁ بعنعنة أبي الزبير.