للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والرابع: أن الله قال: ﴿ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ﴾ والوعظ إنما يكون في غير المباحات.

والخامس: قوله: ﴿وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ﴾ والعفو والمغفرة إنما يكونان عن الذنب (١).

• وأما السنة فقصتان:

الأولى قصة خولة بنت ثعلبة فعَنْ عَائِشَةُ قالت: تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ، إِنِّي لَأَسْمَعُ كَلَامَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ، وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهِيَ تَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَكَلَ شَبَابِي، وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي، حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي، وَانْقَطَعَ وَلَدِي، ظَاهَرَ مِنِّي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ، فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلَاءِ الْآيَاتِ: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ [المجادلة: ١] " (٢).


(١) «بدائع الفوائد» (١/ ١٢).
(٢) صحيح: أخرجه أحمد (٦/ ١٤٦)، والطبري في «التفسير» (٢٣/ ٢٦٦)، وابن ماجه (١٨٨)، والنسائي (٦/ ١٦٨)، والبخاري معلقًا مختصرًا في الباب الذي يلي رقم (٧٣٨٥) وغيرهم من طريق أبي معاوية ويحيي بن عيسى وجرير وفضيل بن عياض أربعتهم عن الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة به.
قال ابن حجر في «فتح الباري» (١٣/ ٣٨٦): وهذا أصح ما ورد في قصة المجادلة وتسميتها.
وأخرجه أبو داود في «سننه» (٢٢٢٠)، والطبري (٢٣/ ٢٢٦)، وابن شبة (٢/ ٣٩٨)، من طريق أسد بن موسى ومحمد بن فضيل وعبد الأعلى بن حماد ثلاثتهم عن حماد بن سلمة عن هشام عن أبيه عن عائشة به مختصرًا.
وخالفهم موسى بن إسماعيل فأرسله أخرجه أبو داود (٢٢١٩) حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد، عن هشام بن عروة، «أن جميلة كانت تحت أوس بن الصامت … » به. ورواية الجماعة أولى والله أعلم.
قال الحافظ في «فتح الباري» (١٣/ ٣٨٦): والرواية المرسلة أقوى ثم وجه الرواية بجميلة بأن هذا كان لقبًا لها.
وأخرجه الطبري حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا أبان العطار، قال: ثنا هشام بن عروة، عن عروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن مروان به. فأرسله.
تنبيه: مقدار الكفارة في هذا الخبر يحرر.

<<  <  ج: ص:  >  >>