للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي إحسانه إلى خلق الله قَالَتْ خَدِيجَةُ مذكرة إياه بخصاله الرفيعة: كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ" (١) وغير ذلك.

خامسًا: عصمة الله إياه من السجود لصنم.

• قال العلامة الألباني :

فإن قيل فالنبي (قبل المبعث) كان أولى من زيد بعدم الأكل مما ذبح على النصب؟

أجاب السهيلي قائلا: إنه ليس في الحديث أنه أكل منها. وعلى تقدير أن يكون أكل فزيد إنما كان يفعل ذلك برأي يراه لا بشرع بلغه، وإنما كان عند أهل الجاهلية بقايا من دين إبراهيم وكان في شرع إبراهيم تحريم الميتة لا تحريم ما لم يذكر اسم الله عليه وإنما نزل تحريم ذلك في الإسلام.

والأصح أن الأشياء قبل الشرع لا توصف بحل ولا بحرمة ..... مع أن الذبائح لها أصل في تحليل الشرع واستمر ذلك إلى نزول القرآن ولم ينقل أن أحدا بعد المبعث كف عن الذبائح حتى نزلت الآية (٢).

في الأخبار السابقة مخالفات صارخة ينزه عنها رسول الله :

١ - فضلًا عن الإسلام، فهو لم يسجد لصنم قط فضلًا عن أن يحتفل بعيد لتلك النصب، إلى جانب إعداد طعام خاص مُنْضَج.


(١) أخرجه البخاري (٤)، ومسلم (١٦٢).
(٢) ينظر: «فتح الباري» (٧/ ١٤٤) لابن حجر .

<<  <  ج: ص:  >  >>