وعلى فرض ثبوت الرواية عن أبي داود الطيالسي، فقد خالف الجماعة في هذا الوجه، وله غرائب ومخالفات تُعْلَم بسَبْر الطرق والدراسة المُقارَنة؛ فلذا هذا الوجه مع الاختلاف عليه شاذ أو وهم أو تصحيف. بينما ذهب ابن حِبان إلى اعتماد هذه المتابعة، فقال: سَمِع هذا الخبر الجُريري عن يزيد بن عبد الله بن الشِّخِّير وأبي نَعَامة، فالطريقان جميعًا محفوظان. وبَوَّب على رواية الجُريري عن أبي نَعَامة: ذِكر خبر قد يُوهِم مَنْ لم يُحْكِم صناعة الحديث أن إحدى الروايتين اللتين تَقَدَّم ذكرنا لها وهم. وتابع سعيدًا الجُريري يزيد الرَّقَاشي، وهو ضعيف، أخرجه أحمد (١٦٧٩٦) والطبراني في «الدعاء» (٥٨). وخالفهما -الجُريري والرَّقَاشي -زياد بن مِخْرَاق، فقال: عن أبي نَعَامة. تارة عن ابن لسعد: سمعتُ أبي وأنا أقول. أخرجه أبو داود (١٤٨٠). وتارة عن مولى لسعد أن سعدًا رأى ابنًا له. أخرجه أحمد (١٤٨٣) وغيره. وتارة عن مولى لسعد عن ابن سعد. أخرجه أحمد (١٥٨٤). وتارة أن سعدًا. أخرجه الطيالسي (١٩٧) وكل هذه الوجوه ثابتة عن شُعبة إلى زياد. وهنا يتحقق قول الإمام أحمد: زياد لم يُقِم إسناده. وقال العَلَّامة الألباني في «صحيح أبي داود» (١٣٣٠): قد اضطربوا في إسناده. وظاهر إسناد الجُريري التحسين، إلا أنه ورد عليه إيرادان: ١ - خطأ حماد بن سلمة في الجُريري. انظر: «التمييز» لمسلم. ٢ - الإرسال في رواية أبي نَعَامة أن عبد الله بن مُغَفَّل. فقد قال الذهبي: مرسل. وحَكَم شيخنا مع وائل بن عبد الله المَحَلاوي كالنتيجة السابقة، لكن خروجًا من الخلاف رجاله ثقات.