وتابع ابنَ مهدي مسلمُ بن إبراهيم ومحمد بن كَثير، ذَكَره البيهقي في «السُّنن الكبير» (٤/ ١٣٦). وخالفهم أبو الوليد، فأسنده كما عند الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٦٣٦٢): حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ قَالَ: ثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ قَالَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ: ثَنَا الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى عَنِ الْجُعْرُورِ وَلَوْنِ الْحُبَيْقِ. وتابعهم متابعة قاصرة عبد الجليل بن حميد، أخرجه النَّسَائي (٢٤٩٢)، والطبري في «تفسيره» (٤/ ٧٠٠)، وابن خُزيمة (٢٣١٢). وتابعهم كذلك محمد بن حفصة، أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (١٠٧٨٤)، وابن خُزيمة في «صحيحه» (٢٣١١). وروايتهم أرجح لكثرتهم ولتفردات الطيالسي، ووافقه سفيان بن حسين لكنه ضعيف في الزُّهْري، وزاد عليهم لفظ الأمر، أخرجه ابن خُزيمة في «صحيحه» (٢٣١٣) من طريق عَبَّاد - يعني أبا العَوَّام - عن سفيان بن حسين، عن الزُّهْري، عن أبي أُمامة بن سهل بن حُنيف، عن أبيه قَالَ: أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالصَّدَقَةِ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ هَذَا السَّخْلِ بِكَبَايِسَ - قَالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي الشِّيصَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ جَاءَ بِهَذَا؟» وَكَانَ لَا يَجِيءُ أَحَدٌ بِشَيْءٍ إِلَّا نُسِبَ إِلَى الَّذِي جَاءَ بِهِ. وَنَزَلَتْ: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ [البقرة: ٢٦٧] قَالَ: «وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَنِ الْجُعْرُورِ، وَلَوْنِ الْحُبَيْقٍ أَنْ تُؤْخَذَا فِي الصَّدَقَةِ» قَالَ الزُّهْرِيُّ: «لَوْنَانِ ثَمَرٌ مِنْ ثَمَرِ الْمَدِينَةِ». وأبو أمامة بن سهل مختلف في صحبته، قال سعيد بن السكن: وُلد على عهد النبي ﵌، ولم يَسمع منه شيئًا. وكذا قال البغوي وابن حِبان. وقال أبو منصور: مُختلَف في صحبته، إلا أنه وُلد فى عهده، وهو ممن يُعَد في الصحابة الذين روى عنهم الزُّهْري. وقال السُّلمي: سُئل الدارقطني: هل أدرك النبيَّ ﵌؟ قال: نعم. وأَخْرَج حديثه فى المسند. وقال البخاري: أَدْرَك النبيَّ ﵌، ولم يَسمع منه. وقال أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة، حدثنا يونس، عن الزُّهْري، حدثنا أبو أُمامة، وكان قد أدرك النبيَّ ﵌، وسَمَّاه وحَنَّكه. هذا إسناد صحيح. ونَقَل ابن منده عن أبي داود أنه قال: صَحِب النبي ﵌ وبايعه. قال ابن منده: وقول البخاري أصح. اهـ.