للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=وخالف أسباطَ بن نصر إسرائيلُ، فأبدل أبا مالك الغِفَاري بعَدِيّ بن ثابت، أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤/ ٦٩٩)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢٧٩٨)، وابن ماجه (١٨٢٢).
ولفظه: عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ قَالَ: نَزَلَتْ فِي الْأَنْصَارِ، كَانَتِ الْأَنْصَارُ تُخْرِجُ إِذَا كَانَ جِدَادُ النَّخْلِ مِنْ حِيطَانِهَا أَقْنَاءَ الْبُسْرِ، فَيُعَلِّقُونَهُ عَلَى حَبْلٍ بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ، فَيَعْمِدُ أَحَدُهُمْ فَيُدْخِلُ قِنْوًا فِيهِ الْحَشَفُ، يَظُنُّ أَنَّهُ جَائِزٌ فِي كَثْرَةِ مَا يُوضَعُ مِنَ الْأَقْنَاءِ، فَنَزَلَ فِيمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ: ﴿وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ﴾ ويَقُولُ: لَا تَعْمِدُوا لِلْحَشَفِ مِنْهُ تُنْفِقُونَ، ﴿وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ﴾ يَقُولُ: لَوْ أُهْدِيَ لَكُمْ مَا قَبِلْتُمُوهُ إِلَّا عَلَى اسْتِحْيَاءٍ مِنْ صَاحِبِهِ؛ غَيْظًا أَنَّهُ بَعَثَ إِلَيْكُمْ مَا لَمْ يَكُنْ لَكُمْ فِيهِ حَاجَةٌ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ صَدَقَاتِكُمْ».
وتابع إسرائيلَ الثوريُّ، أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤/ ٦٩٩)، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» (٦٣٦٣) من طريق مُؤمَّل بن إسماعيل عن الثوري، ولفظه: كانوا يجيئون في الصدقة بأردء تمرهم وأرد إطعامهم، فنزلت: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ﴾ [البقرة: ٢٦٧] الآية.
ومُؤمَّل ضعيف، لكن تابعه أبو حذيفة موسى بن مسعود، وهو ضعيف في الثوري. أخرجه البيهقي في «السُّنن الكبير» (٨/ ١٩١).
وقول ابن رجب الحنبلي في «فتح الباري» (٣/ ١٥٥): السُّدي كان يُنْكَر عليه جمعه الأسانيد المتعددة في التفسير للحديث الواحد.
وقال ابن حجر في «العجاب» (١/ ٢١١ - ٢١٢): إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدِّيّ - بضم المهملة وتشديد الدال - وهو كوفي صدوق، لكنه جَمَع التفسير من طرق منها عن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مُرَّة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم. وخلط روايات الجميع فلم تتميز رواية الثقة من الضعيف، ولم يَلْقَ السُّدّيّ من الصحابة إلا أنس بن مالك.
والذي يُخشى من الجمع عدة أشياء:
١ - عدم السماع.
٢ - تركيب متن ضعيف على سند حسن أو صحيح.
٣ - خلط مرفوع بموقوف كما في «علل الدارقطني» (٣٤٣٤) من عطف همام علي بن زيد على يحيى في حديث: «إذا جلس بين شعبها الأربع».
٤ - تركيب متن مطول على مختصر.
وهذه الصور غير متحققة هنا؛ فلذا أختار تحسين السند لذاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>