السماء، فُتِح اليوم، لم يُفتَح قط إلا اليوم، فنَزَل منه مَلَك، فقال: هذا مَلَك نَزَل إلى الأرض، لم يَنزل قط إلا اليوم، فسَلَّم وقال: أَبشِر بنورين أُوتيتَهما، لم يُؤتَهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تَقرأ بحرف منهما إلا أُعطيتَه.
قال ابن عطية: وليس كما ظَن؛ فإن هذا الحديث يدل على أن جبريل ﵇ تَقدَّم الملكَ إلى النبي ﷺ مُعْلِمًا به وبما يَنزل معه، وعلى هذا يكون جبريل شارك في نزولها، والله أعلم.
• قلت: الظاهر من الحديث يدل على أن جبريل ﵇ لم يُعْلِم النبي ﷺ بشيء من ذلك.
وقد بينا أن نزولها كان بمكة، نَزَل بها جبريل ﵇؛ لقوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ﴾ [الشعراء: ١٩٣] وهذا يقتضي جميع القرآن، فيكون جبريل ﵇ نزل بتلاوتها بمكة، ونزل المَلَك بثوابها بالمدينة. والله أعلم.
وقد قيل: إنها مكية مدنية، نزل بها جبريل مرتين، حكاه الثعلبي. وما ذكرناه أَوْلَى.
• والخلاصة: انتهى شيخنا معي بتاريخ (١١) ربيع الآخِر (١٤٤٣ هـ) الثلاثاء (١٦/ ١١/ ٢٠٢١ م) إلى صحة إسناده، وأن المَلَك نزل بالفضل، ولم ينتقده أحد صراحة.