للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو لُبابة وأصحابه، تخلفوا عنك يا نبي الله، فصَنَعوا بأنفسهم ما ترى، وعَاهَدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم!

فقال نبي الله : «لا أُطلقهم حتى أومر بإطلاقهم، ولا أعذرهم حتى يَعذرهم الله، قد رغبوا بأنفسهم عن غزوة المسلمين!» فأنزل الله: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ﴾، إلى: ﴿عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ (١).

٥ - عن مجاهد: رَبَط أبو لُبابة نفسه إلى سارية، فقال: لا أَحُلّ نفسي حتى يَحُلني الله ورسوله.!

قال: فحلَّه النبي ، وفيه أنزلت هذه الآية: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا﴾ الآية (٢).

٦ - قال الزُّهْري: كان أبو لُبابة ممن تخلف عن النبي في غزوة تبوك، فرَبَط نفسه بسارية، فقال: والله لا أحلّ نفسي منها، ولا أذوق طعامًا ولا شرابًا، حتى أموت أو يتوب الله عليَّ! فمَكَث سبعة أيام لا يذوق طعامًا ولا شرابًا، حتى خر مغشيًّا عليه. قال: ثم تاب الله عليه، ثم قيل له: قد تيب عليك يا أبا لُبابة! فقال: والله لا أحلّ نفسي حتى يكون رسول الله هو يحلني! قال: فجاء النبي فحَلَّه بيده. ثم قال أبو لُبابة: يا رسول الله، إنَّ مِنْ توبتي أن أهجر دار

قومي التي


(١) إسناده ضعيف: أخرجه الطبري: حُدِّثْتُ عن الحسين بن الفرج قال: سمعتُ أبا معاذ قال: أخبرنا عُبيد بن سليمان قال: سمعتُ الضحاك، به.
(٢) في إسناده مقال: أخرجه الطبري من طرق عن ابن أبي نَجيح عن مجاهد، به. وأخرجه أيضًا من طريق الليث عن مجاهد، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>