للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - عن زيد بن أسلم: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، قال: هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسواري، منهم كرْدَم، ومِرداس، وأبو لُبابة (١).

٣ - عن قتادة: قوله: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾، ذُكِر لنا أنهم كانوا سبعة رَهْط تخلفوا عن غزوة تبوك، فأما أربعة فخلطوا عملًا صالحًا وآخَر سيئًا: جدُّ بن قيس، وأبو لبابة، وحرام، وأوس، وكلهم من الأنصار، وهم الذين قيل فيهم: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ﴾، الآية (٢).

٤ - عن الضحاك يقول في قوله: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا﴾، نزلت في أبي لُبابة وأصحابه، تخلفوا عن نبي الله في غزوة تبوك، فلما قَفَل رسول الله من غزوته، وكان قريبًا من المدينة، ندموا على تخلفهم عن رسول الله، وقالوا: «نكون في الظلال والأطعمة والنساء، ونبي الله في الجهاد واللأواء؟! والله لنوثقن أنفسنا بالسواري، ثم لا نطلقها حتى يكون نبي الله يطلقنا ويعذرنا!».

وأوثقوا أنفسهم، وبقي ثلاثة، لم يوثقوا أنفسهم بالسواري. فقدم رسول الله من غزوته، فمر في المسجد وكان طريقه، فأبصرهم فسأل عنهم، فقيل له:


(١) إسناده حسن: أخرجه الطبري وابن أبي حاتم.
(٢) إسناده صحيح لغيره: أخرجه الطبري من طريق مَعْمَر وسعيد عن قتادة، به.

<<  <  ج: ص:  >  >>