للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (٣٧٠٧): حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ، حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «تَدُورُ رَحَى الْإِسْلَامِ عَلَى رَأْسِ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سِتٍّ وَثَلَاثِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَثَلَاثِينَ، فَإِنْ هَلَكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ، وَإِنْ بَقُوا يَقُمْ لَهُمْ دِينُهُمْ سَبْعِينَ سَنَةً» (١).

وهذا سندٌ رجاله ثقات، إلا أن سماع عبد الرحمن بن مسعود من أبيه - مُختلَف فيه:

فأَثْبَتَ له ابن المَديني سماع حديثين: ١ - حديث الضَّبّ. ٢ - حديث تأخير الوليد للصلاة.

ونَفَى السماع مطلقًا: ابن مَعين والنَّسَائي والحاكم.

ولعبد الرحمن مُتابَعة تامة من البراء بن ناجية، وثقه ابن حِبان والعِجْلي. وقال البخاري: لم يَذكر سماعًا من ابن مسعود. وقال الذهبي: فيه جهالة، ولا يُعْرَف إلا بهذا الحديث.


(١) قوله: «تدور رحى الإسلام» دوران الرحى كناية عن الحرب والقتال، شَبَّهها بالرحى الدوارة التي تَطحن الحَب؛ لِما يكون فيها من تلف الأرواح وهلاك الأنفس. كما في «معالم السُّنن» (٤/ ٣٤٠) للخَطَّابي.
وقال ابن الجوزي في «كشف المشكل» (١/ ٤٥١): الْمعْنَى: تَزُول الرَّحَى عَنِ اسْتِقْرَارِهَا. فإن كانت الرواية سَنة خمس، ففيها قَدِم أهل مصر وحصروا عثمان، وإن كانت سَنة سِتّ ففيها خَرَج طلحة والزبير إلى الجَمَل. وإن كانت سَنة سَبْع ففيها كانت صِفِّين، فتغيرت الأحوال في هذه الأشياء، ثم استقام المُلك إلى انقراض مُلك بني أُمية، وعادت الفِتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>