للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجمعوا إذا كانوا ثلاثة، أنهم يقفون وراءه (١).

وأما الواحد، فيقف عن يمين الإمام عند العلماء كافة، ونَقَل جماعةٌ الإجماعَ فيه.

ونَقَل القاضي عِيَاضٌ -رحمه الله تعالى-- عن ابن المسيب، أنه يقف عن يساره، ولا أظنه يصح عنه، وإن صح، فلعله لم يَبلغه حديث ابن عباس، وكيف كَانَ، فَهُمْ اليوم مُجمِعُون على أنه يقف عن يمينه.


(١) من أدلة ذلك: ما أخرجه البخاري (٣١) ومسلم (٦٥٨)، من طريق مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ، فَأَكَلَ مِنْهُ، ثُمَّ قَالَ: «قُومُوا فَأُصَلِّيَ لَكُمْ». قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ، فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ، فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ، وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ، وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا، فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفَ.
وسأل الترمذيُّ البخاريَّ عن طريقٍ آخَرَ لهذا الخبر، فلم يعرفه، كما في «العلل الكبير» (٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>