للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والثاني: أخرجه الطيالسي (١٦٧٩) عن قيس بن الربيع - وهو ضعيف - عن يحيى بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، به.

قال النووي في «شرحه على مسلم» (١٦/ ٢٠٧):

أَجْمَعَ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ عَلَى أَنَّ مَنْ مَاتَ مِنْ أَطْفَالِ الْمُسْلِمِينَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلَّفًا.

وَتَوَقَّفَ فِيهِ بَعْضُ مَنْ لَا يُعْتَدُّ بِهِ؛ لِحَدِيثِ عَائِشَةَ هَذَا.

وَأَجَابَ الْعُلَمَاءُ بِأَنَّهُ لَعَلَّهُ نَهَاهَا عَنِ الْمُسَارَعَةِ إِلَى الْقَطْعِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهَا دَلِيلٌ قَاطِعٌ، كَمَا أَنْكَرَ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فِي قَوْلِهِ: (أَعْطِهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا) قَالَ: «أَوْ مُسْلِمًا … » الْحَدِيثَ.

وَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ قَالَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ أَطْفَالَ الْمُسْلِمِينَ فِي الْجَنَّةِ، فَلَمَّا عَلِمَ قَالَ ذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ لَهُ ثَلَاثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ» وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ، وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

• تنبيه: هذا مثال رائع في باب المتابعات التي يَعتدّ بها بعض أهل العلم دون غيرهم! ونحوه حديث: «كُنَّا نَصُومُ عَاشُورَاءَ وَنُؤَدِّي زَكَاةَ الْفِطْرِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ وَنَزَلَتِ الزَّكَاةُ، لَمْ نُؤْمَرْ بِهِ وَلَمْ نُنْهَ عَنْهُ، وَكُنَّا نَفْعَلُهُ» وسيأتي في صدقة الفطر إن شاء الله تعالى

<<  <  ج: ص:  >  >>