للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطائف ببطن نعمان، ولكن ذلك لا ينافي تصويره في الجنة، لجواز أن تكون طينته لما خمرت في الأرض، ونزلت فيها حتى مضت عليه الأطوار، واستعدت لقبول الصورة الإنسانية = حملت إلى الجنة، فصورت، ونفخ فيها الروح.

وقوله تعالى: ﴿يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ﴾ [البقرة: ٣٥] لا دلالة له أصلًا على أنه أدخل الجنة بعدما نفخ فيه الروح، إذ المراد بالسكون: الاستقرار والتمكن، والأمر به لا يوجب أن يكون قبل الحصول في الجنة، كيف وقد تظافرت الروايات على أن حواء خلقت من آدم في الجنة، وهي أحد المأمورين به؟!

ولعل آدم لما كانت مادته التي هي البدن من العالم السفلي، وصورته التي بها يتميز عن سائر الحيوانات ويضاهي به الملائكة من العالم العلوي= أضاف الرسول -صلوات الله عليه- تكون مادته إلى الأرض، لأنها نشأت فيها، وأضاف حصول صورته إلى الجنة، لأنها منها، والله أعلم.

قلت (أبو أويس): الخبر في أمر غيبي وما دام ثبت فهو مقدم على ما سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>