للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَاقٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ وَقَفَ وَقْفَةً، فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا - وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيلَ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا - ثُمَّ أَقْبَلَ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ: «يَا جَابِرُ هَلْ رَأَيْتَ مَقَامِي؟» قُلْتُ: نَعَمْ، يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «فَانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فَاقْطَعْ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، فَأَقْبِلْ بِهِمَا، حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي فَأَرْسِلْ غُصْنًا عَنْ يَمِينِكَ وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِكَ».

قَالَ جَابِرٌ: فَقُمْتُ فَأَخَذْتُ حَجَرًا فَكَسَرْتُهُ وَحَسَرْتُهُ، فَانْذَلَقَ لِي، فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا، ثُمَّ أَقْبَلْتُ أَجُرُّهُمَا حَتَّى قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللهِ ، أَرْسَلْتُ غُصْنًا عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي، ثُمَّ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ، يَا رَسُولَ اللهِ، فَعَمَّ ذَاكَ؟ قَالَ: «إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ، فَأَحْبَبْتُ، بِشَفَاعَتِي أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الْغُصْنَانِ رَطْبَيْنِ».

تابع هارونَ ومحمدَ بن عَبَّاد عمرُ بن زُرَارة الكلابي، أخرجه ابن حِبان (٦٥٢٤).

وتابع حاتمَ بن إسماعيل محمدُ بن عمر الواقدي، أخرجه أبو نُعيم في «دلائل النبوة» (٢٩٦).

• والخلاصة: أن مدار الخبر على يعقوب بن مجاهد أبي حَزْرَة، فقد قال ابن المديني: كان عندنا ثقة، وكان قاصًّا بالمدينة. ووثقه النَّسَائي، وذَكَره ابن حِبان في «الثقات» وقال أبو زُرعة: لا بأس به. وقال ابن سعد: كان قاصًّا، وكان قليل الحديث. وذَكَره العُقيلي في «الضعفاء» ونَقَل عن ابن مَعِين: كان في

الحديث صويلحًا. وقال هارون بن معروف: ويقال: أبو حَزْرة، كان ضعيفًّا وكان قاصًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>