للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَنْ يُوسُفَ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَأْخُذْ مِنْ شَارِبِهِ».

وتابع عبده جمع كبير -يحيى القطان ووكيع كما عند أحمد (١٩٢٧٣، ١٩٢٦٣) والمعتمر كما عند النسائي (٥٠٤٧)، وعبيد بن حميد أخرجه الترمذي (٢٧٦١) ويعلى ومحمد ابنا عبيد كما في «المنتخب» (٢٦٤).

خالفهم الربيع بن زياد الضبي فقال عن يوسف عن زيد العمي عن ابن عمر ذكره الدارقطني في «علله» (١٢/ ٤٤٢) ورايتهم أصوب وقال الدارقطني عن رواية الجماعة: وهي الصواب.

وأسنده العقيلي في «الضعفاء الكبير» (٤/ ١٩٥) «ترجمة مصعب بن سلام» فقال: وَمِنْ حَدِيثِهِ مَا حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَرْجِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الزِّبْرِقَانُ السَّرَّاجُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَنْ لَمْ يَأْخُذْ شَارِبَهُ فَلَيْسَ مِنَّا» (١).


(١) وتأمل بيان الطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (٣/ ٣٧٩) في قوله: «فليس منا» حيث قال:
فَكَانَتْ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ الَّتِي نَفَى رَسُولُ اللهِ مَنْ كَانَتْ مِنْهُ أَوْ كَانَتْ فِيهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ مَذْمُومَةً، فَكَانَ اللهُ ﷿ قَدِ اخْتَارَ لَهُ الْأُمُورَ الْمَحْمُودَةَ، وَنَفَى عَنْهُ الْأُمُورَ الْمَذْمُومَةَ، فَكَانَ مَنْ عَمِلَ الْأُمُورَ الْمَحْمُودَةَ مِنْهُ، وَمَنْ عَمِلَ الْأُمُورَ الْمَذْمُومَةَ لَيْسَ مِنْهُ.
كَمَا حَكَى ﷿ عَنْ نَبِيِّهِ إِبْرَاهِيمَ مِنْ قَوْلِهِ فِي ذُرِّيَّتِهِ: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، وَكَمَا قَالَ ﷿ مُخْبِرًا لِعِبَادِهِ فِي قِصَّةِ نَبِيِّهِ دَاوُدَ : ﴿إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي﴾ [البقرة: ٢٤٩] فِي أَمْثَالٍ لِهَذَا مَوْجُودَةٍ فِي الْكِتَابِ، مَعْنَاهَا الْمَعْنَى الَّذِي ذَكَرْنَا.
فَدَلَّ أَنَّ كُلَّ عَامِلٍ عَمَلًا عَلَى شَرِيعَةِ نَبِيِّهِ الَّذِي عَلَيْهِ أَتْبَاعُهُ فَإِنَّهُ مِنْهُ، وَأَنَّ كُلَّ عَامِلٍ عَمَلًا تَمْنَعُ مِنْهُ شَرِيعَةُ نَبِيِّهِ الَّذِي عَلَيْهِ أَتْبَاعُهُ لَيْسَ مِنْهُ; لِخُرُوجِهِ عَمَّا دَعَاهُ إِلَيْهِ، وَعَمَّا هُوَ عَلَيْهِ إِلَى ضِدِّ ذَلِكَ، وَاللهَ نَسْأَلُهُ التَّوْفِيقَ.

<<  <  ج: ص:  >  >>