الخلاصة: أن الروايات أسانيدها صحيحة ويُبيِّن بعضها بعضًا.
*-أما أثر سلمة بن الأكوع ﵁، فأخرجه ابن سعد في «الطبقات» (٤/ ٣٠٧): أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ مَسْعَدَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ، أَنَّهُ تَوَضَّأَ، فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ، وَغَسَلَ قَدَمَيْهِ، وَنَضَحَ بِيَدِهِ جَسَدَهُ وَثِيَابَهُ. (وإسناده صحيح).
قال ابن المنذر في «الأوسط» (١/ ٣٩٤): بِحَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ أَقُولُ؛ لِأَنَّهُ أَصَحُّ مَا فِي الْبَابِ، وَيُجْزِي مَسْحُ بَعْضِ الرَّأْسِ.
فائدة: قال الفيومي في «المصباح» (م/ ب ع ض): وَأَمَّا قَوْلُهُمْ: «الْبَاءُ لِلتَّبْعِيضِ» فَمَعْنَاهُ أَنَّهَا لَا تَقْتَضِي الْعُمُومَ، فَيَكْفِي أَنْ تَقَعَ عَلَى مَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ بَعْضٌ، وَاسْتَدَلُّوا عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾ [المائدة: ٦] وَقَالُوا: الْبَاءُ هُنَا لِلتَّبْعِيضِ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ، وَنَصَّ عَلَى مَجِيئِهَا لِلتَّبْعِيضِ ابْنُ قُتَيْبَةَ فِي «أَدَبِ الْكَاتِبِ» وَأَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ وَابْنُ جِنِّي، وَنَقَلَهُ الْفَارِسِيُّ عَنْ الْأَصْمَعِيِّ، وَقَالَ ابْنُ مَالِكٍ فِي «شَرْحِ التَّسْهِيلِ» وَتَأْتِي الْبَاءُ موافقة مِنَ التَّبْعِيضِيَّةِ.
وَقَالَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَيْضًا فِي كِتَابِهِ الْمَوْسُومِ بِمُشْكِلَاتِ مَعَانِي الْقُرْآنِ: وَتَأْتِي الْبَاءُ بِمَعْنَى «مِنْ» تَقُولُ الْعَرَبُ: «شَرِبْتُ بِمَاءِ كَذَا» أَيْ: مِنْهُ، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ﴾ [الإنسان: ٦] أَيْ: مِنْهَا … وَقَدْ ذَكَرَ هَذَا الْبَابَ ابْنُ السِّكِّيتِ وَقَالَ: إنَّ الْبَاءَ تَقَعُ مَوْقِعَ «مِنْ» وَ «عَنْ» وَحَكَى أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ: «سَقَاكَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْ مَاءِ كَذَا» أَيْ: بِهِ، فَجَعَلُوهُمَا بِمَعْنًى.
وَذَهَبَ إلَى مَجِيءِ الْبَاءِ بِمَعْنَى التَّبْعِيضِ الشَّافِعِيُّ، وَهُوَ مِنْ أَئِمَّةِ اللِّسَانِ،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute