للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْوُضُوءُ؟ فَقَالَ: يَا بَنِي فَرُّوخَ، أَنْتُمْ هَاهُنَا؟ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ، سَمِعْتُ خَلِيلِي يَقُولُ: «تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنَ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ».

٣ - عبد الرحمن بن يعقوب، أخرجه مسلم (٢٤٩) نحوه.

الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث أبي البخاري، بتاريخ (١٩) ربيع الأول (١٤٤٥ هـ) الموافق (٤/ ١٠/ ٢٠٢٣ م): الوقف أصح. ا هـ.

ووافق الباحثَ في شذوذ خالد بن مَخْلَد برفعه، وأن لفظ: «فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ» (١) مُدرَج، وإن كان ظاهر سياقه الرفع في البخاري ومسلم كما سبق، لكن نص العلماء (٢) على إدراجه من قول أبي هريرة


(١) قال ابن القيم في «حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح» (ص ٢٠١):
وأما قوله: «فمَن استطاع منكم أن يطيل غُرته، فليفعل» فهذه الزيادة مدرجة في الحديث من كلام أبي هريرة لا من كلام النبي ، بَيَّن ذلك غير واحد من الحفاظ، وفي «مسند الإمام أحمد» في هذا الحديث: قال نُعيم: فلا أدري قوله: «من استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل» من كلام النبي أو شيء قاله أبو هريرة من عنده. وكان شيخنا يقول: هذه اللفظة لا يمكن أن تكون من كلام رسول الله؛ فإن الغُرة لا تكون في اليد، لا تكون إلا في الوجه، وإطالتها غير ممكنة إذ تَدخُل في الرأس فلا تسمى ذلك غُرّة.
(٢) قال ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ١٨٩):
وكذلك لم يَثبت عنه أنه تجاوز المرفقين والكعبين، ولكن أبو هريرة كان يَفعل ذلك ويتأول حديث إطالة الغرة. وأما حديث أبي هريرة في صفة وضوء النبي أنه غَسَل يديه حتى أشرع في العضدين، ورجليه حتى أشرع في الساقين، فهو إنما يدل على إدخال المرفقين والكعبين في الوضوء، ولا يدل على مسألة الإطالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>