للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلاصة: أن رواية «الصحيحين» من طريق مالك: «وَأَمَّا الصُّفْرَةُ فَإِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ يَصْبُغُ بِهَا، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَصْبُغَ بِهَا» هكذا مجملة دون تقييد بلحية أو ثوب. وعندي أنها مبينة في رواية عبيد الله بن عمر، وتابعه على هذا البيان مع ضعف في الأسانيد الأشهر في رواية زيد بن أسلم، وهي التي صوبها النسائي، ورواية نافع مولى ابن عمر.

لكن اختار شيخنا مع الباحث إسماعيل بن حامد، بتاريخ (١١) ربيع الأول (١٤٤٥ هـ) الموافق (٢٦/ ٩/ ٢٠٢٣ م) أنها محمولة على الثياب (١) جمعًا بين هذا الحديث وحديث أنس ، لما سُئل: «لَمْ يَبْلُغِ الْخِضَابَ كَانَ فِي لِحْيَتِهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ» (٢). وأضاف الباحث أن استعمال معاجم اللغة لكلمة الصبغ إنما هو في الثياب، أما اللحية فيُطلَق عليه الخضاب.


(١) قال النووي في «شرح مسلم» (٨/ ٩٥): قَالَ الْإِمَامُ الْمَازِرِيُّ: قِيلَ: الْمُرَادُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ صَبْغُ الشَّعْرِ. وَقِيلَ: صَبْغُ الثَّوْبِ. قَالَ: وَالْأَشْبَهُ أَنْ يَكُونَ صَبْغَ الثِّيَابِ لِأَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صَبَغَ، وَلَمْ يُنْقَلْ عَنْهُ أَنَّهُ صَبَغَ شَعْرَهُ. قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: هَذَا أَظْهَرُ الْوَجْهَيْنِ، وَإِلَّا فَقَدْ جَاءَتْ آثَارٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ بَيَّنَ فِيهَا تَصْفِيرَ ابْنِ عُمَرَ لِحْيَتَهُ، وَاحْتَجَّ بِأَنَّ النَّبِيَّ كَانَ يُصَفِّرُ لِحْيَتَهُ بِالْوَرْسِ وَالزَّعْفَرَانِ ....
(٢) أخرجه مسلم (٢٣٤١) بهذا اللفظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>