للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَدْ بَلَوْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَبَرْتُهُمْ. قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّي فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، خَفِّفْ عَلَى أُمَّتِي، فَحَطَّ عَنِّي خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى، فَقُلْتُ: حَطَّ عَنِّي خَمْسًا. قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يُطِيقُونَ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ».

قَالَ: «فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ بَيْنَ رَبِّي وَبَيْنَ مُوسَى ، حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّهُنَّ خَمْسُ صَلَوَاتٍ كُلَّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، لِكُلِّ صَلَاةٍ عَشْرٌ، فَذَلِكَ خَمْسُونَ صَلَاةً، وَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ تُكْتَبْ شَيْئًا، فَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً».

قَالَ: «فَنَزَلْتُ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى مُوسَى ، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ» فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : «فَقُلْتُ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّي حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ» (١).

وأما الإجماع فقال ابن كثير: فحديث الإسراء أجمع عليه المسلمون (٢).


(١) أخرجه مسلم (٦٢) من طريق ثابت البُناني عن أنس .
وهو عند البخاري (٣٥٧٠) من طريق شَريك بن عبد الله بن أبي نَمِر عن أنس ، لكن وقع في رواية شَريك عدد من الأوهام، أحصاها الحافظ في «فتح الباري» (١٣/ ٤٩٤) والإمام مسلم ذَكَر صدر الرواية ثم قال: وَقَدَّمَ فِيهِ شَرِيكٌ شَيْئًا وَأَخَّرَ، وَزَادَ وَنَقَصَ.
ولم يذكر الإسراء في رواية شَريك مما كان سببًا في القول بتكرر الإسراء، لكن رواية ثابت عن أنس مقدمة عليها وجمعت بين الإسراء والمعراج.
(٢) في «تفسيره» (٥/ ٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>