للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصَّلَاةُ فَأَمَمْتُهُمْ» (١).

٣ - أخذه اللبن: قَالَ: «فَأُتِيتُ بِإِنَاءَيْنِ فِي أَحَدِهِمَا لَبَنٌ، وَفِي الآخَرِ خَمْرٌ، فَقِيلَ لِي: خُذْ أَيَّهُمَا شِئْتَ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ فَشَرِبْتُهُ، فَقَالَ: هُدِيتَ الْفِطْرَةَ- أَوْ: أَصَبْتَ الْفِطْرَةَ- أَمَّا إِنَّكَ لَوْ أَخَذْتَ الْخَمْرَ غَوَتْ (٢) أُمَّتُكَ» (٣).


(١) أخرجه مسلم (١٧٤) من حديث أبي هريرة . وسبق في حديث أنس : «ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ، فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ».
ووَجْه الجمع بينهما أن يكون صلى ركعتين تحية المسجد، فلما حانت الصلاة صلى بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام. وقيل: إن صلاته بالأنبياء كانت بعد عروجه .
*وردت رواية عن حذيفة تَنفي الصلاة في المسجد الأقصى.
واستدل بأمرين:
الأول: آية الإسراء لم تُذكَر فيها الصلاة.
الثاني: لو صلى لفُرضت على الناس الصلاة.
والجواب عن الأول: أن الآية وإن لم يَثبت فيها الصلاة لكنها ثبتت في السُّنة، وهي مُبيِّنة للقرآن.
وأما عن الثاني: فلا يَلزم من صلاته فيه الفرضية على الأمة.
قال ابن حجر في «فتح الباري» (٧/ ٢٠٧): فهذا لم يسنده حذيفة عن النبي ، فيحتمل أنه قال عن اجتهاد.
وقال البيهقي في «دلائل النبوة» (٢/ ٣٦٥): كأن حذيفة لم يَسمع صلاته في بيت المقدس، وقد رُوِّينا في الحديث الثابت عن أبي هريرة وغيره، أنه صلى فيه … والخبر المُثبِت أَوْلَى من النافي، وبالله التوفيق.
وتنفي الصلاة أصلًا في المسجد الأقصى، ووَجَّهها العلماء بما يلي: نشأ هذا عن اجتهاد منه ، أو رواية المُثبِت مقدمة على النافي لكون زيادة العلم مع المُثبِت.
(٢) (غَوَى) من باب (رَمَى) قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: ٢] فالمصدر (الغَوَاية) بالفتح لا بالكسر كما هو شائع.
(٣) أخرجه البخاري (٣٤٣٧)، ومسلم (١٥٩) من حديث أبي هريرة ، ونحوه عن جابر في مسلم (١٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>