للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضى عَلَيْهَا الْمَوْتَ﴾ بِأَلَّا يَخْلُقُ فِيهَا الْإِدْرَاكَ، كَيْفَ وَقَدْ خَلَقَ فِيهَا الْمَوْتَ؟ ﴿وَيُرْسِلُ الْأُخْرى﴾ بِأَنْ يُعِيدَ إِلَيْهَا الْإِحْسَاسَ.

وظاهر الآية وما سبق من كلام القرطبي يفيد أن النفس لم تفارق البدن عند النوم. ويؤيد هذا قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ﴾ [الأنعام: ٦٠]، و ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ﴾ [آل عمران: ٥٥] (١) وكذلك الأخبار الواردة في قبض الأرواح تفيد أن كل الأنفس عند موتها تنزل إليها الملائكة وتقبضها من أجسادها، وهذا يستوي فيه الأنفس التي تموت في اليقظة والتي تموت في النوم.

ومعلوم أن أرواح الموتى منها ما هو منعم في الجنة لا يَخرج منها، كأرواح الشهداء. ومنها ما هو منعم في قبره أو مُعذَّب، وهو لا يفارق قبره.

القول الثالث: أن أرواح النيام والأموات تتلاقى، فتتحدث فيما بينها ثم ترجع أرواح النيام عند اليقظة. وقال به كثير من المفسرين، وابن تيمية وابن القيم وغيرهم.

واستدلوا لذلك بما يلي:

الحديث الأول: ما أخرجه الحاكم في «مستدركه» رقم (٨٤١٢): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي، بِهَمَذَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَاهَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الْجَمَّالُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ الدَّوْسِيُّ، حَدَّثَنَا الأَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَزْدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ


(١) والتوفي غير الرفع.

<<  <  ج: ص:  >  >>