سُئِل يحيى عن الحُمَيْدي، صاحب ابن عيينة. فقال: كان يجيء إلى سفيان، ولا يَكتب. قلت ليحيى: فما كان يَصنع؟ قال: كان إذا قام أخذها. يعني يحيى، أنه كان يتسهل في السماع. وفي «سؤالات ابن الجُنَيْد ليحيى بن مَعين» (ص: ٤١٠): قلت ليحيى: الحُمَيْدي صاحب ابن عيينة، ثقة هو؟ قال: ما أدري، ليس لي به علم. وقال أبو حاتم: أثبتُ الناس في ابن عيينة - الحُمَيْدي، وهو رئيس أصحاب ابن عُيينة، وهو ثقة إمام. قال الحُمَيْدي: جالستُ ابن عُيينة تسع عَشْرة سَنة أو نحوها. (٢) ومَن قارن بين رواية البخاري هذا الخبر عن الحُميدي، وما أخرجه الحُميدي في «مسنده» رقم (٢٨): حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ، ثَنَا سُفْيَانُ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَلَى الْمِنْبَرِ يُخْبِرُ بِذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ». يجد تصرفًا ربما نشأ مِنْ أخذ البخاري عن الحُميدي رواية لا نَسْخًا من «مسنده» أو من تقطيعه الخبر خدمة للفقه.