للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يُرخِّص للأعمى في التخلف عنها، فغَيْره من باب أَوْلَى.

• فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَتَى النَّبِيَّ رَجُلٌ أَعْمَى (١)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ. فَسَأَلَ رَسُولَ اللهِ أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ، فَيُصَلِّيَ فِي بَيْتِهِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأَجِبْ» أخرجه مسلم (٦٥٣).

• وثَمّ أحاديث فيها ضعف (٢).

كحديث أبي الدرداء قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلَاةُ، إِلَّا قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ» (٣) قَالَ زَائِدَةُ: قَالَ السَّائِبُ: يَعْنِي بِالْجَمَاعَةِ: الصَّلَاةَ فِي الْجَمَاعَةِ.


(١) وفي رواية أبي داود رقم (٥٥٢): عَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ، أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِيَّ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ شَاسِعُ الدَّارِ، وَلِي قَائِدٌ لَا يُلَائِمُنِي، فَهَلْ لِي رُخْصَةٌ أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي؟ قَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ؟» قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «لَا أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً».
(٢) وفي «الاستذكار» (٢/ ١٣٨): قَوْلُهُ: «لَا صَلَاةَ لِجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ» لَا يَثْبُتُ مَرْفُوعًا، وَلَوْ صَحَّ كَانَ مَعْنَاهُ الْكَمَالَ، كَمَا قَالَ: «لَا إِيمَانَ لِمَنْ لَا أَمَانَةَ لَهُ» وَ «لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ».
(٣) أخرجه أحمد، قال الإمام أحمد في «مسنده» رقم (٢١٧١٠): حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنِي زَائِدَةُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنِي السَّائِبُ بْنُ حُبَيْشٍ الْكَلَاعِيُّ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَيْنَ مَسْكَنُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: فِي قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ … ».
وتابع وكيعًا جماعة - أحمد بن يونس، وابن مهدي، وعبد الصمد، وابن المبارك، وآخرون - وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (٨/ ٣٨): مَعْدَان بن أبي طلحة، اليَعْمَريّ، ويقال اليَعْمُريّ، سَمِعَ عمر وأبا الدرداء وثَوبان.
و (السائب بن حُبيش) سُئل عنه أحمد: أثقة؟ فقال: لا أدري. ووثقه العِجلي. وقال الدارقطني: صالح الحديث، لا أعلم روى عنه غير زائدة.
وتابع السائبَ عبادةُ بن نُسَي، كما عند أحمد (٢٧٥١٣) وفي سنده هشام بن سعد، ضعيف. وحاتم بن أبي نصر، مجهول.
الخلاصة: كَتَب شيخنا مع الباحث/ السيد بن بدوي بن محمد، بتاريخ (٣٠) شعبان (١٤٤١ هـ) الموافق (٢٣/ ٤/ ٢٠٢٠ م): على أقل الأحوال يُحسن لشواهده. ويُحرَّر القول بدقة في سماع عبادة بن نسي من أبي الدرداء.

<<  <  ج: ص:  >  >>