وفي كتاب «الاشتقاق» لأبي بكر بن السراج: أملى علينا ثعلب عن الفَرَّاء عن الكِسائي، فقال: هذا تبر، للذهب المكسور والفضة المكسورة، ولكل ما كان مكسورًا من الصُّفْر والنُّحَاس والحديد، وإنما سُمي ذهب المعدن تبرًا لأنه هناك بمنزلة التبرة، وهي عروق تكون بين ظهري الأرض مثل النورة وفيها صلابة. وزعم أصحاب المعدن: أن الذهب في المعدن بهذه المنزلة. كذا حُكي عن الأصمعي والمبرد. وقال القزاز: وقيل: يسمى تبرًا من التبير، وهو الهلاك والتبار، فكأنه قيل له ذلك لافتراقه في أيدي الناس وتبديده عندهم. وقيل: سُمي بذلك لأن صاحبه يَلحقه من التغرير ما يوجب هلاكه. وقيل: هو فِعَل من التبار وهو الهلاك. وفي «الصحاح»: لا يقال: تِبر إلا للذهب، وبعضهم يقول للفضة أيضًا. انظر: «عمدة القاري شرح صحيح البخاري» (٦/ ١٤٢).