للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَحَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» (١).

• والرحلة ومجالس العلم صِمام أمان للأمة والأجيال القادمة، وهذا واضح في رغبة نبي الله زكريا من الذرية ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (٥) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم: ٥، ٦].

• والرحلة طريق للارتقاء والبحث عن المتقنين والترقي في درجات العلم والإيمان: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: ١١] وقال تعالى في شأن الصِّدِّيق يوسف : ﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٦].

وخَيْر ما يجتهد فيه طالب العلم بعد تقوى الله (٢) العمل بما تَعَلَّم وتعليم مَنْ لم يعلم، ومذاكرة مَنْ يَعْلم، وتقييد العلم ونشره في الآفاق، فحفظ العلم في الصدر أو في القرطاس أو الكتاب أو نَشْره عبر الوسائل الحديثة المتاحة - كلها طرائق لحفظ العلم ونشره في الآفاق، فربما بَلَغ علمك مكانًا لن تبلغه ببدنك طيلة عمرك، فيكون زاداً لك في رحلتَي البزخ والقيامة بعد مماتك، ورُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع.

وقد قال تعالى في فضل حفظ العلم عن ظهر قلب: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي


(١) أخرجه مسلم (٢٦٩٩) من حديث أبي هريرة .
(٢) قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٨٢].

<<  <  ج: ص:  >  >>