للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• والصواب فيه الوقف، ورجحه أبو حاتم والعُقيلي.

وأما الحديث الثالث فحديث ابن عباس ، وعنه جماعة:

الأول سعيد بن جُبير وعنه جماعة:

- عبد الله بن عثمان بن خُثيم عنه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : «إِنَّ لِهَذَا الْحَجَرِ لِسَانًا وَشَفَتَيْنِ، يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَقٍّ» (١). رواه ثلاثة عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جُبير، به:


(١) إسناده حسن: أخرجه أحمد (٢٣٩٨)، والترمذي (٩٦١)، وابن ماجه (٢٩٤٤) وغيرهم، من طرق: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ب، بِهِ.
حَسَّنه الترمذي، وصَحَّحه ابن حِبان والحاكم.
وقال أبو نُعَيْم: غريب من حديث ابن خُثَيْم.
وقال مَرَّة: تَفَرَّد به ابن خُثَيْم.
و (عبد الله بن عثمان بن خُثيم) وثقه العِجلي، وقال ابن سعد: كان ثقة، وله أحاديث حسنة. وقال أبو حاتم: ما به بأس، صالح الحديث. وقال ابن عَدِيّ: عزيز الحديث، وأحاديثه أحاديث حسان. وقال الإمام أحمد: ابن خُثيم يحتمل. وفَضَّل عليه جماعةٌ: (نافعَ بن عمر) وقد قال فيه الإمام أحمد: ثَبْت ثَبْت، صحيح الحديث.
و (عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج) وقد قال فيه الإمام أحمد: حافظ مستثبت، مِنْ أثبت الناس في عطاء.
و (إسماعيل بن أُمية) قال فيه الإمام أحمد: إسماعيل أقوى وأثبت في الحديث من أيوب.
واختَلف فيه قول ابن مَعِين: فتارة قال: ثقة، حجة. وتارة قال: أحاديثه ليست بالقوية.
وقال النَّسائي: ثقة. وأخرى: ليس بالقوي.
وقال عقب الخبر: وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ لَمْ يَتْرُكْ حَدِيثَ ابْنِ خُثَيْمٍ، وَلَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، إِلَّا أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ قَالَ: ابْنُ خُثَيْمٍ مُنْكَرُ الْحَدِيثِ، وَكَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ خُلِقَ لِلْحَدِيثِ.
وكذا ابن حِبان فقال في «مشاهير علماء الأمصار» (ص: ١٤١): صَحِب أبا الطُّفيل عامر بن واثلة زمانًا، وكان من أهل الفضل والنُّسك والفقه والحفظ.
وذَكَره في «الثقات» فقال: كان يخطئ.
وأَخْرَج له مسلم (٢٢٩٤) حديثًا: «إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُ عَلَيَّ مِنْكُمْ، فَوَاللهِ لَيُقْتَطَعَنَّ دُونِي رِجَالٌ، فَلَأَقُولَنَّ: أَيْ رَبِّ مِنِّي وَمِنْ أُمَّتِي! فَيَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ».
وروى له البخاري في رقم (١٧٢٢) مُتابَعة معلقًا إحدى طرق حديث ابن عباس ب مرفوعًا: «افعل ولا حرج» في يوم النحر.
الخلاصة: قال شيخنا أبو عبد الله العدوي في (٨) مُحَرَّم (١٤٤١ هـ) (٧/ ٩/ ٢٠١٩ م):
ابن خُثيم في الأصل حَسَن الحديث ما لم يخالف أو ينفرد، وأراه في هذا المَقام لا يتحمل هذا المتن الذي ليست له شواهد إلا العمومات:
١ - ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٩].
٢ - ﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ [الزلزلة: ٤].
٣ - أخرج البخاري (٦٠٩) من حديث أبي سعيد الخُدْرِيّ قال: سمعتُ رسول الله يقول: «لَا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا شَيْءٌ، إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ».

<<  <  ج: ص:  >  >>