للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الثاني والثالث: الكراهة أو التحريم في بعض المواطن، كالمحمل وسقف السيارة والشمسية.

مستنده من المرفوع والقائل به من الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب وأصحابها:

• فمن المرفوع حديث جابر قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «مَا مِنْ مُحْرِمٍ يَضْحَى لِلَّهِ يَوْمَهُ (١)، يُلَبِّي حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ، إِلَّا غَابَتْ بِذُنُوبِهِ، فَعَادَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (٢).


(١) قال البيهقي في «شُعَب الإيمان» (٥/ ٤٧٥): قال أبو القاسم: يَعني المُحْرِم يَكشف للشمس ولا يستظل.
(٢) ضعيف: رواه جمهور الرواة - عبد الله بن وهب، وعبد الله بن نافع، ومحمد بن فُليح، وحماد بن خالد الحَنَّاط، وعبد الله بن عمر، ومحمد بن عمر الواقدي - عن عاصم بن عمر بن حفص، عن عاصم بن عُبيد الله العُمَري، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن جابر بن عبد الله ، به. كما عند ابن ماجه (٢٩٢٥)، وأحمد (١٥٠٠٨)، والعُقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣/ ٣٣٥).
وخالفهم عبد الله بن نافع في وجه عنه، فزاد عبد الله بن دينار بين عاصم بن عبيد الله وعبد الله بن عامر. أخرجه ابن عَدِيّ في «الكامل» (٥/ ١٨٧٢).
وعاصم بن عمر وشيخه ضعيفان.
ورواه عبد الله بن عمر بإسقاط عاصم بن عمر، أخرجه العُقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣/ ٣٣٥).
وقال العُقيلي في «الضعفاء الكبير» (٣/ ٣٣٥): وقد رُوي هذا الحديث عن عبد الله بن عمر، عن أخيه عاصم، ولا يتابعه إلا مَنْ هو مثله أو دونه.
ورواه الثوري وعبد الله بن عمر العمري أيضًا عن عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عامر عن أبيه، بدلًا من جابر . كما عند البيهقي في «الشُّعَب» (٣٧٣٩).
والخلاصة: أن مدار الحديث على عاصم بن عُبيد الله وهو ضعيف، فضلًا عن الاختلاف عليه.
وقال النووي في «المجموع شرح المهذب» (٧/ ٣٥٧): رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ: هُوَ إسْنَادٌ ضَعِيفٌ، وَلَوْ صَحَّ لَمْ يَكُنْ فِيهِ دَلِيلٌ لِلْمَنْعِ مِنَ الِاسْتِظْلَالِ وَلَا كَرَاهَةَ فِيهِ، وَلَا فِيهِ فَرْقٌ بَيْنَ سَائِرٍ وَنَازِلٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>